نماذج من المراسلات العلمية الاستفسارية بين العلامة محمد المختار السوسي وثلة من العلماء والأدباء
رضى الله عبد الوافي المختار السوسي
التجديد : 31 – 03 – 2008
نواصل التعريف بتراث العلامة محمد المختار السوسي ونشر وثائق خزانته العلمية، وفي هذه الحلقةارتأينا أن نأتي بنماذج من المراسلات التي تكتسي طابعا علميا استفساريا والتي تبادلها مع ثلة من العلماء والأدباء، وغالب هذه الرسائل تنشر لأول مرة. ها نحن وصلنا إلى الحلقة السابعة والثلاثين من هذه السلسلة، التي حاولنا فيها جاهدين أن نعرف بتراث والدنا العلامة محمد المختار السوسي، هذا التراث، الذي لاحظ القارئ العزيز، أننا تعمدنا أن
نأتي دائما بالجديد منه، فكم من وثائق نشرناها بعد توظيفها في مواضيع متنوعة، وكم من مخطوطات قمنا بالإطلالة عليها، وبينا محتواها ومنهجيتها، وسيرا منا على مواصلة هذا النهج سنحاول في حلقة هذا العدد أن نأتي بمجموعة من الرسائل تنشر لأول مرة تبادلها رحمه الله مع ثلة من العلماء والأدباء، وقد حاولنا أن تكون على وتيرة واحدة، تقدم نموذجا لرسائل علمية استفسارية لا تخرج عن النطاق العلمي الأدبي، وهي بحق توضح العلاقة العلمية التي كانت بين العلامة محمد المختار السوسي وبين هذه الزمرة الصافية من العلماء والأدباء، وقراءة مواضيع هذه الرسائل تعطي لنا صورة عن الحرة الثقافية العلمية الأدبية التي كانت سائرة بين مختلف طبقات العلماء، وما أكثر أنواع هذه الرسائل إلا أن جلها بقي حبيس الخزائن الخاصة. لقد كان أول تأليف اشتغل به العلامة محمد المختار السوسي أعوام 1340 م، قبل أن يلتحق بالدراسة في القرويين بفاس هو حياة الشيخ الوالد الذي ابتدأه وهو في أوائل عقده الثالث، حيث إنه خصه لحياة والده الشيخ سيدي الحاج علي بن أحمد الدرقاوي الإلغي، ودون فيه رسائل والده الذي كان أتباعه ومريدوه يعتنون بجمعها، وكان هذا الكتاب هو البذرة الأولى لكتابه الكبير من أفواه الرجال. هكذا كان يعتني رحمه الله بالرسائل، بل حتى أنه بعيد نفيه إلى إلغ اهتم بجمع مآت الرسائل الإلغية في المجموع، الذي خصصنا له حلقة خاصة ألا وهو المجموعة الإلغية في الآداب والآثار التي نشر منها ما نشر من الرسائل في كتابيه المعسول والمترعات وما بقي منها طرحه في جوف الفرا، أما رسائله الشخصية فقد نشرها في موسوعته المعسول وفي الإلغيات وخلال جزولة وفي الرسالتان أما كتابه نضائد الديباج فقد استودع فيه رسائل القباج إليه، وأما رسائله هو إلى القباج فقد عثرنا على بعضها وألحقناها بربيباتها في مخطوط نضائد الديباج وأما كتابه ذكريات فقد خلد فيه مجموعة من الرسائل التي توصل بها حيث يقول عنه (مجموعة فيها رسائل وقصائد من الإخوان تغربت معي، فأردت أن أخلدها جزاء لها حين تؤنسني، كلما أمررت بصري عليها..) وهذا نفس ما نفعله نحن الآن إذ نريد أن نخلد أيضا هذه الرسائل، وما ننشره هنا ما هو إلا نموذج لرسائل عديدة أخرى تحت أيدينا لم نحاول بعد ترتيبها وتصنيفها، وقد كان حظك منها أيها القارئ أن اطلعت على جزء منها سابقا وخصوصا رسائل العدد الماضي التي أدخلناها ضمن الرسائل الإصلاحية التربوية التوجيهية، أضف عليها رسائل هذه الحلقة، وعما قريب ستتعرف على نوع آخر من الرسائل ـ لا نعتقد أن أحدا جمع مثلها ـ وختاما قارئنا العزيز سنتركك مع هذه الرسائل الخمسة عشر، خمسة منها أرسلها والدنا، وقد تختلف معنا في موضوع الرسالة الخامسة المرسلة للحاكم العسكري الفرنسي المسيو كوجي واعذرنا لأننا نريد أن نخلدها هنا فقط لأهميتها ولموضوعها الخاص أيضا، والرسائل الباقية هي التي اخترناها لك من بين العشرات والعشرات من الرسائل التي توصل بها والدنا رحمه الله، وتركنا لذوي الاختصاص أن يحللوا ويناقشوا ويستنتجوا مغازي هذه الرسائل، وأما نحن فهدفنا هو النشر فقط ووضع المادة الخام بين أيدي المتخصصين. رضى الله عبد الوافي المختار السوسي المكلف بنشر تراث والده للاتصال: 070469751 نماذج من الرسائل العلمية المرسلة من العلامة محمد المختار السوسي إلى شقيقه الأديب إبراهيم الإلغي بسم الله الرحمان الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه مراكش ـ الرباط ـ 23 ـ 12 ـ 1354هـ الأخ الأديب سيدي إبراهيم، وعليكم السلام ورحمة الله الحمد لله على سلامتكم من جولتكم، التي أرتكم السماء كيف تكون السحب إذا جادت بوابلها المدرار، وخبرتم من النفس البدوية الساذجة التي يظلمها الحضري كيف يكون الكرم، وكيف لا يمنع الإقلال من إكرام الضيف بما تقر به عينه، ولله درك في رسالتك، فقد أمسست فيها بالسحر الحلال أفئدة جمع القيتها على مسامعهم، وهم مجتمعون ثاني العيد. وبعد: فإني اليوم مشتغل بكتابة ذكرى مراكش، بمناسبة مرور 900 عام عليها، حيث كانت هذه السنة على رأس القرن التاسع منها، فقد كتبت اليوم حول مراكش اللمتونية، وكدت أتمه، وقد توقفت على أن تنقل لي من نزهة المشتاق للادريسي، ومن المسالك والممالك للبكري، ولابن حوقل ما يتعلق بمراكش وأغمات، ومدينة نفيس والبرغواطيين. ابن حوقل زار أغمات أواسط الرابع قبل مراكش بقرن، فانقل لي ما قال عن أغمات وعن البرغواطيين وعن مدينة نفيس إن ذكرها بالرقم المحقق والجزآن إن تعددت الأجزاء، والبكري الأندلسي صاحب الكتابة حول الأمالي للقالي، كان حيا يوم أسست مراكش، وتوفي ,488 فانقل ما قال عن البرغواطيين ومراكش وأغمات ومدينة نفيس وما يتعلق بذلك بالرقم المدقق، وانقل بالحرف. والإدريسي في القرن السادس ألف النزهة لرجام الصقلي، فانقل كذلك ما قال بتدقيق حول مراكش وأغمات ونفيس وما إلى ذلك، والكل في المكتبة، وذلك مطبوع في أوربا، وبين الطبعة وسنة الطبع. بقيت لبث العلوم، وأنبهك على تبيين الخط وتوضيحه، والسلام. محمد المختار إلى الأستاذ أحمد الناظر تنجداد 2 شوال 1372 هـ محمد المختار الأستاذ الأخ سيدي أحمد الناظر، سلاما طيبا، وتحية معسولة هذا، أما بعد طي كل ما تقدم من أزمنة تخال متطاولة، فإن القلوب تتناجى مع الأحياء في قصورهم، كما تتناجى حول الأحياء في قبورهم، ولا يبعد إلا من يبعد في الأفئدة وحاشا أن نكون في جنابكم إلا كما نراكم في جوانبنا، والحمد لله على المجاورة من جديد، والمكاسرة في القريب لا البعيد، وقد تدانى الجواز، وتقارب ديار من ديار: واذكرونا مثل ذكرانا لكم رب ذكرى قربت من نزحا وهذا واجب أديناه للقاضي الراحل إلى جوار ربه، حيث تفرغنا لقضاء الواجبات للخالق وللمخلوقين، تفرغا محمودا مشكورا مغبوطا. والسلام عليك وعلى كل الأسرة، وعلى ولدك وعلى كل من إليكم، يا آل أعمو الكرام البررة، وإلى اللقاء. أخوكم ـ وجدناها مكتوبة تحت قصيدة تعزيته للقاضي أعمو ـ الناشر ـ إلى أديب الحمراء أحمد الشرقاوي الحمد لله وحده وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه الأستاذ الأديب الكبير: أديب الحمراء الوحيد، سيدي أحمد الشرقاوي، وعليكم السلام، هذا فلا أزال سكران برحيق رسالتك، ومفعوما بأريج بلاغتك، فقد سجعت حتى هممت أن أراجع صفوف الساجعين، وأن أكون لبيانهم الخاص من الناجعين، وإلى طريقتهم بعد الكبر من الراجعين، فقد تقربت الأسجاع بقلب شجاع نجاع، أسهل بين الألفاظ العذبة كأنما ألتقط الجوهر المكنون، وأتوقل بين الألفاظ الحوشية إن تعرضت لي منها حزون مجزون، فأصاحب الأنس بشرا سويا، وأتشكل بأشكال مختلفة إن صادفت هناك جنيا، حتى إذا أتيت على الرسالة الطويلة وأنا أستزيد، تمنيت لو وجدتك إزائي لأجاذبك ـ كعادتي معك ـ الأحاديث، لولا أن فاجأني قول ابن الشريد: أهم بأمر الحزم لو أستطيعه… وبعد: فما كان أولى رسالة الأخ أن أتفرغ لأختها حتى نعيد كرة أخرى ما بين ابن المعرة وصاحبه، ولكن الأشغال أملت التأخير إلى حين، فخوفا من أن تبقى الرسالة من غير أي جواب، ولو علامة ظفر بادرت بما ترى، وما يدريك، فلعل هذه القطرة تكون كما قال الشاعر: وأول الغيث قطر ثم ينهمر. وسلاما على أدباء الحمراء وعلى جو الحمراء وعلى كل من في الحمراء من ابن الحمراء. 14 حجة 1371 هـ ـ محمد المختار ـ نقلناها من صورة شمسية أمدها لنا أحد أحبابنا بمراكش ـ الناشر ـ إلى الأديب محمد بن العباس القباج الرباطي شقيق الفؤاد الصديق الصدوق، والأخ الكريم سيدي محمد بن العباس القباج، وعليك السلام ورحمة الله… … وأما ما طلبت في سبيل توسعك في الأدب المغربي حق التوسع، فإن الذي أقدر أن أقدمه لك عن هذه الجهة، ما كنت قرأته في مقدمة سوس العالمة التي توجد في المكتبة الزيدانية، وسأوافيك بكتاب مترعات الكؤوس… فكل ما عندي فاعدده عندك، ونظري الخاص إذا أردت التضلع أن تمعن في التتبع لكل الكتب الأدبية المغربية المخطوطات وغيرها، فتجمع ثم تأخذ الزبدة، وكذلك لا تغفل الكنانيش التي كانت في ملك الأدباء، فما أكثرها في الخزائن.. ثم لا يخفى عليك أن الإنسان لا يكون أديبا حقا إلا بكثرة الاطلاع، وأما قرض الشعر، فليس إلا ناحية من نواحي الأدب، فقد يكون الإنسان أديبا وليس بشاعر، كابن قتيبة والأصمعي، وقد يكون شاعرا وليس بأديب، ككثيرين ممن يقولون الشعر اليوم، كشاعر الحمراء ونظرائه، لعدم تضلعهم في المواد الأدبية، وحين تريد أن تكون أديبا يخدم لغته وشعبه، فاجمع ثم انتخب، فإذا بك ذلك الأديب المطلع، وإذا بك تحيي أدب لغتك في أمتك، ولا تنس مجموعة صغيرة عند العلامة سيدي العابد الفاسي، ففيها قصائد سعدية. وبعد: فالأساس هو كثرة الإطلاع في كل كتاب أدبي، وستتعجب يوم تحصل من كثيرين يتصدرون اليوم في نوادي الأدب، حين تجدهم لا اطلاع عندهم ولا إلمام إلا دعاوى فارغة و(عش رجبا تر عجبا)… والسلام. أخوكم المختار نقلناها بتصرف من الفصل غير المنشور في الجزء الثاني من الالغيات المخصص لما بين محمد القباج ومحمد المختار ـ الناشر ـ إلى الحاكم العسكري الفرنسي لمراكش مسيو كوجي عند مطالبته بالرخصة لمدرسته بزاوية والده بدرب الزاوية بالرميلة الحمد لله وحده وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه الحاكم المحترم مسيو كوجي ـ احتراما وتحية ذكرتم لي أمس أن سيادة الجنرال أوعز بأن أقدم طلب الرخصة من الحكومة لمكتبنا الذي بزاويتنا رقم 3 درب الزاوية بالرميلة، وأجبتكم بأنني سأنظر في ذلك وأتروى والآن أجيب بما يلي: هذا الذي عندنا مكتب قرآني ليس بالمدرسة، وما حمل قط هذا الإسم منذ ابتدأ عام 1348هـ إلى الآن، وكل ما في الواقع أن الزاوية لها فقراءها، كما هي عادة الزوايا في أنحاء المغرب قاطبة، ثم إن هؤلاء الفقراء يعلمون أولادهم في زاويتهم القرآن الكريم وما يتبع ذلك من الأجرومية وابن عاشر والمتون الصغار، وبعض أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا كل ما هنالك بغير زيادة ولا نقصان، ثم صار بعض الجيران يلحقون أولادهم بالزاوية، فكانوا يتراوحون بين الخمسين إلى الستين ونحو ذلك، ولا اشتغال لهؤلاء إلا استظهار القرآن وتعلم مبادئ العربية والدين ـ كما ذكرنا ـ ومكتب له هذه المزايا فقط هو بمنزلة المكاتب التي امتلأ بها القطر المغربي من أوله إلى آخره، وهذا المكتب مثل كل هذه المكاتب يعمه ما يعمها، وعلى الحكومة أن تنظر إليه بالنظر الذي تنظر به إلى غيره، لأنه لم يخرج قصد عما كان له لا يمنة ولا يسرة، وهذه السنوات الثمانية شاهدة بذلك. هذا عمل المكتب الذي يسير به معلمو القرآن، ومبادئ الدين، كما تسير كل المكاتب غيره، وقد جعلت لذلك من يقوم به، حيث إنني مشتغل بالدروس العمومية، التي ألقيها في المساجد العامة على الطلبة الأفاقيين الذين ينتابون المساجد الكبرى بمراكش، وعلى طلبة الحاضرة الذين أتموا دروسهم الابتدائية في المكاتب القرآنية. وبعد: فما الذي أوجب أن أطالب أنا وحدي في المغرب كله بهذا الطلب، مع أن محلنا هذا قد برهن في هذه السنوات على سيره الهادئ، وعلى التثبت في الدين، يقرأون فيه القرآن ومبادئ الدين والعربية كما هي عادة جميع المكاتب الحضرية من عهد بعيد، وتقبلوا عظيم احترامي. 8 رمضان 1355 هـ ـ محمد المختار السوسي نماذج من الرسائل العلمية الاستفسارية التي توصل بها العلامة محمد المختار السوسي من العلامة عبد السلام بن سودة حمدا وصلاة فاس في 6 ربيع الثاني 1378 سيدنا وعمدتنا العلامة الحجة المشارك المطلع وزير التاج سيدي المختار السوسي. سلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته عن خير سيدنا نصر الله وأيده وبعد، يصلكم بدرجه فهرسة الشيخ يحيى السوسي الجراري مع ما وقفت عليه في أحد الكنانيش أرجو من فضلكم أن تفيدني عن وفاة الأشياخ الذين ذكرهم في أول الفهرسة، لأنه ترك ذكر وفاتهم، ولم يذكر سوى وفاة والده عبد الله سنة 1184 ووفاة الشيخ المختار الكنتي، وأعلم وفاة الشيخ أحمد بن عبد الله الغربي الدكالي نزيل الرباط، فإنها كانت سنة ,1178 وما عدا ذلك لم أقف عليهم، وأنتم ترى مقامهم في العلم بتحليتهم داخل الفهرسة، فيجب ذكرهم في الكتاب >ذيل نشر المتاني<. كما أرجو هل ثالث الأشياخ بالفهرسة هو صاحب النوازل المطبوعة أم غيره، وإني في انتظار الجزء الثاني من سوس العالمة وبعد ذلك يصلكم الملاحظات عن الجميع إن شاء الله… حفظكم الله ولكم الفضل سلفا، دمتم لكل متعطش للعلم، وخصوصا لأخيكم عبد السلام ابن سودة. من العلامة عبد الله بن العباس الجراري الحمد لله في 30 صفر 1354 موافق 2 يونيه 1935 حضرة الفقيه العلامة الأخ سيدي محمد المختار تحية وسلاما وبعد: فقد اشتقت لمذاكرتكم وأحاديثكم المفيدة، نعم فها قلمي الآن يرجوكم إفادته عما يسطر لكم منذ الساعة: 1 ـ (سجلماسة) أين موقعها من الخريطة، وهل بقي لها أثر 2 ـ (قصر فرعون) الذي بوليلي، هل علة تسميته ما يوجد من الصورة ثمة في أثر قصر أو ماذا؟ 3 ـ (حجر النسر) الذي هو عاصمة الأدارسة 2 باريف هل له أثر اليوم أم لا؟ 4 ـ (تاهرت أوتاصرت) أين موقعها من الرقعة المغربية، وهل أبدلت باسم آخر؟ 5 ـ (البصرة) التي جهة أصيلا يظهر أنه لا أثر لها اليوم 6 ـ (المغرب الأقصى) هل يحد من وجدة إلى السوس أو ليس كذلك؟ 7 ـ (المغرب الأوسط) تلمسان ماهي حدوده ومدنه على الإجمال؟ 8 ـ (ابرقشوش) محمد بن علي برقشوش الذي ولاه غالب على فاس كيف يضبط 9 ـ (يرغش وزواغه) كيف ضبطهما. 10 ـ (وادي شلف) كيف ضبطه بل وأين موقعه. أخي العزيز سيدي محمد المختار، آمل من خدماتكم النادرة أن تفيدوا أخاكم الجراري، عما سطر عاجلا، فإنه في انتظار الجواب. ثم أرجوكم أن تطيروا إلي خبر الأخ الفقيه الحاج محمد بن الحاج عثمان المراكشي، هل قدم من حجه المبرور أم لا، كما أرغب منكم أن تسلموا على الإخوان جميعهم والسلام. ـ عبد الله بن العباس الجراري. من العلامة المدني بن الحسني الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه صديقنا الأعز الفقيه العلامة الأديب سيدي محمد المختار، حياه الله وبياه وسلام على إخوته ورحمة الله وبعد، فقد وصلت المزمزية صحبة كتابكم الذي ضمنتموه من عواطف الود وإمارات حسن العهد ما ضمنتموه مما نكن مثله أو أشد، وقد أقامكم الله مع إخوانكم بتلك البلدة الحمراء لتحيوا مواتها وتجددوا شبابها، فاصبروا وصابروا ورابطوا، وقد بلغكم ولاشك انتقال الشيخ البركة الصمداني ممدوحكم إلى رحمة الله، فنقدم لكم فيه واجب العزاء، ونتمنى لكم الإجادة في الرثاء، لما نعهده فيكم من كامل الإخلاص والوفاء، مسلما على محمد وإبراهيم، عليهما أزكى السلام، ورضى الله عن أبي بكر وعثمان وكافة الصحب والتابعين الكرام، الذين تبوأوا جنة السلام، فطابت بهم تبوءا ومقبلا والسلام. في 15 محرم الحرام 1353 ـ المدني بن الحسني ـ من الأستاذ محمد المنتصر الكتاني بسم الله الرحمان الرحيم سلا 10 جمادى الثانية سنة 1369 صديقي العزيز عالم سوس وفخرها الشريف سيدي محمد المختار، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد، فإني أتقدم لأخي برجاء عسى أن يوفقه لتحقيقه ذلك أنكم تعلمون أن لي في الجد محمد بن جعفر كتابا كبيرا، وقد عزمت بحول الله وحسن إعانته على طبعه في هذه السنة، وقد كنت نشرت شيئا منذ سنوات في مجلة الرسالة المصرية ولما نظرت فيه في هذه الأيام وجدت الباب الذي ذكر تلاميذه من مراكش قليلا عددهم، أما تلاميذه من سوس فلا أكاد أعرف منهم واحدا، فأنا أرجو أن تتداركوا تقصيري هذا، فتفيدوني بجميع من علمتم من تلاميذه بمراكش بصفة عامة، وبسوس بصفة خاصة، مع ذكر كل واحد من هؤلاء العلماء بوصفه الخاص به، من علم أو مشاركة أو رتبة أو صلاح أو تآليف باختصار، بحيث لا يتجاوز ذكر الواحد منهم بأكثر من سطرين أو ثلاثة، ولا أريد أن أشق عليك فأكلفكم بأكثر من ذلك، مع ذكر وصف التلمذة، هل هي بطريق الدراية أو الرواية أو هما معا. لازلتم مؤصل أهل العلم في جميع الديار المغربية تروون ظمأ الصادي منهم، وتهدون الحيارى منهم والضالين، وإني في انتظار ذلك، وانتظار مرثيتكم على أحر من جمر الصحارى، ودمتم للمعجب بكم والمخلص. محمد المنتصر الكتاني ـ سلا باب الجديد من السيد عبد الحق السعداني بسم الله الرحمان الرحيم الرباط في 19 يوليو 1963 الأستاذ الجليل سيدي الحاج المختار السوسي المحترم، السلام عليكم ورحمة الله وبعد: لقد سبق لي مرة واحدة أن اجتمعت بكم، وكان ذلك سنة 1947 أو 1948 بموزار، على مائدة السيد محمد بن العباس بناني، وكان جل الحاضرين من الشبان، وكان حديثكم يذهب توا إلى أعماقي… وكنت إذ ذاك وأنا على أبواب العشرين من عمري، أتساءل هل الناس كانوا يفهمون ما كنتم تقولونه أم لا؟ إذ حديثكم كان حسب فهمي كحديث رجل يتكلم بكيفية إن كانت واضحة كل الوضوح في ذهنه، فهي ليست في متناول كل المستمعين… هذه هي الارتسامات التي انطبعت في ذاكرتي عند هذا اللقاء الأول بكم، وإن كنت لا أتذكر المواضيع التي طرقتموها. أما لقائي الثاني فقد كان في هذا الأسبوع الأخير عن طريق المعسول الذي سعدت باكتشافه بعد عودتي لأرض الوطن، وكان ابتهاجي كبيرا، لما لاحظت أن أحوال مجتمعنا التي انقلبت رأسا على عقب لم يكن لها أي تأثير غير صالح عليكم… … وكان ابتهاجي كبيرا أيضا لما لاحظت أن حديثكم أخذ حقه الكافي من المنطق… وإذا كان قد طمأن في الماضي شيئا في نفسي وأنزل السكينة في قلبي، فقد أخذ اليوم يشجعني أيضا على القيام ببحث علمي طالما تشوقت إليه: إني جد مهتم بالتصوف في المغرب، وأريد أن أستغل أوقاتي: إما في تنقيح مخطوط من المخطوطات المغربية وإعداده للطبع… وإما في دراسة ما أنتج في التصوف في جهة من جهات المغرب في عصر من العصور، كما أن أحد أساتذتي المستشرقين لجد مهتم بتأليف كتاب عن الإسلام من ناحية العقيدة والعمل بها، في وقتنا الحاضر، ويريد أن يعرف ما كتب في الموضوع، في المغرب بصفة خاصة وشمال افريقيا بصفة عامة، وغاية هذا الأستاذ هي أن يقنع قارئيه أن الإسلام عقيدة حية يقبلها المنطق، وأنها قادرة على إعطاء حلول ايجابية للمشاكل الكبرى التي تواجه عالم اليوم. فهل يمكنكم أيها الأستاذ الكريم، معونتنا بتوجيهاتكم وإرشاداتكم، وتفضلوا سيدي بقبول خالص شكري وفائق احترامي، ودوموا في حفظ الله ورعايته لأخيكم فيه: عبد الحق السعداني ـ وزارة الشؤون الخارجية ـ الرباط من شقيقه الأديب إبراهيم الإلغي الحمد لله الرباط في 2 محرم 1355 حضرة الأخ المحترم سيدي المختار أدام الله علاه، السلام عليكم ورحمة الله تهانينا لكم بفاتحة عامنا الجديد ,55 ونتمنى أن يكون عام فتح جديد على سائر المواطنين. وتعزية لكم في وفاة الأديب المكي البطاوري، الذي لفظ نفسه الأخير، ساعة 3 ليلا 2 محرم الحرام الذي كان هامة يومه منذ أمد بعيد، ولقد مشى في جنازته جميع طبقات الشعب، وعلموا أن صرحا مشيدا من أركان الأدب انهار، إنا لله وإنا إليه راجعون، ثم إنني أخذت في البحث الذي كلفتموني به، ودرست ما كتبه ابن حوقل، ووجدت عنده ذكرا لبرغواطيين وأغمات، ولم يذكر نفيس، ورجعت كتاب المسالك لابن الفقيه، ومسالك الممالك للاصطخري والمسالك والممالك لابن خرداذبة، وكلهم أغفلوا ذكر نفيس، وذكروا مدينة مهمة سموها طرقلة ومدنا أخرى كثيرا كانت موجودة في ذلك الحين، ولازلت أتابع البحث في باقي المواد، وسأوافيكم بالمجموع عن قريب والسلام على الإخوان. ـ إبراهيم الإلغي ـ من المؤرخ محمد الكانوني الأخ البحاثة الأستاذ سيدي محمد المختار، تحية وسلاما وبعد: فها نحن وهبنا لكم ما انتسخناه من الفوائد ولتعلم أن الطبقات لمحمد ظافر دخلت يدنا، وكذلك الروض الهتون بيدنا، فلا تتكلف نقل التراجم برمتها من الكتابين، بل اقتصر على النمرات، وكذلك دخل بيدنا كتاب الصفوة لليفرني، طبع فاس. وعلى محبتكم والسلام محمد الكانوني وفقه الله من النقيب عبد الرحمان ابن زيدان الحمد لله وحده 6ربيع الثاني 1355 هـ وصلى الله على خير الأنام وآله مفخرة الجنوب بل المغرب بل المعمور، العلامة الأقعد السيد محمد المختار، زادكم الله بسطة في العلم والجسم، وأمنكم ورعاكم، وسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فبغاية الإلحاح وكمال التأكيد، أقترح عليكم توجيه أعلى وأغلى وأعذب وأحلى وأجود وأرق وأمتن وأدق ما لكم ولزملائكم وتلاميذكم، من النتف الشعرية في الغزل والحماسة والاجتماع، بشرط ألا تتجاوز القطعة سبعة أبيات، ونكتفي بالثلاثة، كما نكتفي من كل شاعر بقطعة أو قطعتين، ولا أقبل أي عذر، ولا أي فلسفة في المماطلة والتسويف، وأنتظر ورود المرغوب مع أول بريد مع بيان القائل، دمتم للعلم والأدب، والاعتناء أكمل مثال، والسلام التام عائد عليكم وعلى ذويكم، ورحمة الله وبركاته من مجلكم ابن زيدان. من الأديب محمد بن العباس القباج الرباطي الحمد لله وحده أخي الكريم العلامة البحاثة سيدي محمد المختار السلام عليكم من أخ صادق الأخوة، متين الحب والصفاء، وإن حاقت به الظنون. وبعد: فإني مدين لك بتلك الرسالة الموحدية التي أطرفتني بها على غير ميعاد، وستذكر لك من الأيادي السخية يوم أنشرها بالرسالة، مشفوعة بكلمة تمهيدية، أتنبأ أنها ستنال إعجابك المعهود، ولي الآن رجية آمل أن تصادف لديك القبول والرضى، وهي أن ترسل إلي الجزء من المترعات المتضمن لترجمة محمد العالم، لأني مضطر الآن لتحرير بحث عنه ملم بجميع ما يشبع نهم القارئ المثقف، ويحيط بغير ما وصل إليه العلامة المؤرخ سيدي عباس بن إبراهيم في أعلامه، وأذكر أن في مترعاتك الشيء الطريف المشوق عنه من أدبيات ومساجلات، لا أعتقد أنها عند سواك، فلتبق لهذه الزمرة سندا قويا ومنبعا ثرا يفيض على الباحثين والمثقفين، ولتدم لأخيك أستاذا يأخذ بيده نحو (الفعلوت) الأدبي الأصيل، فإني والله لمدين لك في جميع ما وقفت عليه من دقائق التاريخ ونوادر الأدب المغربي، الذي تنكر له كل من يسمي نفسه عندنا أديبا، وليس له من الأدب إلا ذينك القشور الشرقية التي تحملها الصحف والمجلات، نعم أتمنى متفائلا أن يدرك الناس أن في المغرب أدبا واسعا لا يقل عن أدب الشرق، ولكنه محتاج إلى همم تقتبس من همة المختار وتتأثر بخطاه، في العناية به عناية تليق بمكانته، لقد أنفد الشرقيون بأبحاثهم ودراساتهم ما لديهم من أدب وتاريخ، وأخذوا يتوقون إلى هذه الجهة بحثا ودراسة، وهل وصلك ما عمد إليه عبد الله عنان؟ فقد أصدر كتابا كبيرا عن تراجم بعض اللمتونيين والموحدين، وسبق المغاربة إلى الموضوع، وأخشى أن يمتد هذا التوسع في تاريخ المغرب وأدبه، فلا يبقون للمغاربة شيئا يخوضون فيه، وهذا شيء واقع لا محالة، فهل سنبقى منكمشين على أنفسنا ونتخلف عن الركب؟ عيدكم مبارك، أقولها وأنا لا أشك أنك ستتذكر كلمتي عن التهاني بالعيد فهل أنت ذاكر؟… وتقبل شكري واحترامي، والسلام 13 حجة 1366هـ ـ أخوكم محمد القباج ـ نقلناها من الأصل الذي تحت أيدينا وهي رسالة غير مدرجة في مخطوط نضائد الديباج في المراسلات بين المختار والقباج ـ الناشر. من الشيخ علي البوديلمي ابن الشيخ بنعبد الله رئيس زاوية الإخوان الصوفية باب سيدي بومدين شارع الربط رقم 1 تلمسان الجزائر بسم الله الرحمان الرحيم تلمسان يوم 15 صفر الخير 1370هـ فضيلة الأستاذ العلامة الرباني المرشد الشيخ سيدي الحاج المختار السوسي الدرقاوي. بعد التحية الودية اللائقة بالمقام، مع السلام والرحمة والبركة على الدوام، تعم جميع من يتعلق بكم من الآل والأنجال وسائر الأحباب الكرام بالتمام، ما تعاقبت الليالي والأيام، أحيط شريف علمكم أنه وصل إلى طرفنا الآخ في الله، الصالح المحبوب بهاته الديار عند الصالحين الأخيار سيدي محمد بن ابراهيم السوسي، الذي نشكره كثيرا، حيث عرفنا بمكانتكم وحببكم إلينا، بما نشره لسانه من فضلكم، وقيامكم في الدعوة إلى الله، ونصرة دينه بالقول والفعل، أكثر الله من أمثالكم، وبناء على ذلك فها نحن مكنا بيده رسالة تتضمن جوابا لنا عن مسائل شاذة، جاء ينشرها بعض المنتسبين إلى الزاوية الصديقية الطنجاوية الحالية، وتعجبنا أشد العجب أن تكون تلك الأجوبة ممن يشار إليهم بالبنان في المجد، وفي الجنون فنون، ولله في خلقه شؤون، لهذا نرجو من سيادتكم أن تتمعنوا في تلك الأجوبة، وتجودوا علينا بجواب ضاف يستفيد به الشادي والبادي، كما نرجوكم أن ترسلوا لنا من تآليفكم الموجودة لديكم، وهاهي تصلكم بعض مطبوعاتنا التي لازالت لم تنفد، وتقبلوا السلام والتحية من جميع إخوانكم لدينا، خصوصا العائلة العشعاشية، وسائر المنتسبين من الإخوان الطرقيين، ونسألكم صالح الدعوات، والله يحفظنا في حياة أمثالكم، دمتم في عز واحترام من أخيكم في الله العبيد إلى مولاه علي البوديلمي، خادم العلم بالمسجد الأعظم بحاضرة تلمسان عمالة وهران الجزائر. ـ ملحق ـ ـ لا أحرمنا الله من اللقاء بكم إنه سميع الدعاء. ـ إن الأحباب لدينا يؤكدون عليكم في رد الجواب عن تلكم المسائل، والله يجازيكم، فلا تبخلوا بما لديكم من فضل الله.ا