فاطمة بنسالم السيدة المهووسة بتوثيق التاريخ بالصوت والصورة ، منذ نعومة أظفارها و هي تعيش على هوس التوثيق وعشق الصورة التي تعبر عن واقع الاقليات وخاصة المضطهدة والمآثر التاريخية والحضارات التي تسير في طريق الانقراض ،فبعد تكوين في الاخراج بباريس قامت بنسالم باخراج أول عمل لها عبارة عن فيلم روائي قصير بعنوان “الجمعة 13″ و تفرغت بعدها للاشتغال على الفيلم الوثائقي ‘موسم تيمكيدشت’ وتعمل حاليا على الاعداد لتصوير فيلم وثائقي طويل حول ” تاريخ المعرفة والتعليم والعلماء بمدرسة تيمكيدشت من القرن 7 الى القرن 14 الهجري
حصولها على الدكتوراة في الاقتصاد الدولي بجامعة السوربون أهلها إلى التدريس في المعهد الدولي للادارة العمومية في باريس ، فقد سمح لها منصبها باليونسكو والامم المتحدة من زيارة دول جنوب افريقيا ، والوقوف على معاناة الاطفال والاسر الافريقية ، فنقلت التقارير للهيئات وعززتها بالصوت والصورة ، من هنا بدأ الاهتمام بالتوثيق بواسطة الشريط المصور وخاصة وأن جهات شجعت ابنة تيمكديشت من ولوج هذا العالم لما لها من نظرة ثاقبة في رسم الحدث بالصوت والصورة ونقل التاريخ إلى الشاشة ، وكان أول خروج لها عبر شريط الجمعة 13 وبعدها وثائقي حول موسم تمكديشت مسقط رأسهال والذي قالت عنه في الندوة الصحفية المنعقدة بإحدى فضاءات أملن على هامش مهرجان تيفاوين في دورته التاسعة ” فكرت في هذا الشريط منذ مدة طويلة و اشتغلت مدة ست سنوات في البحث العلمي في موضوعه ، بعدها فضلت الخروج بهذا العمل و أتحدث مع الناس في 26دقيقة عن الموسم ..”
وتوخيا للحيطة والحذر من المعلومات التاريخية فقد قرأت المخرجة التي تقطن حاليا بباريس كتاب المعسول للمختار السوسي ست مرات حتى ﻻتخطئ في تاريخ تمكيلشت واشتغلت مع باحثين في التاريخ في مناطق من المغرب معروفون بكفاءتهم العلمية واضطلاعهم بالتاريخ ، و لتنظيم المعلومة التاريخية ” اعتمدت على التوثيق الذي قدمته لي العائلات القاطنة بتمكيلشت ..وجعلت الشريط يتكلم مع الناس الاميين للتعريف بالتاريخ العلمي للمنطقة “تضيف فاطمة بنسالم ،
وبخصوص الاكراهات التي واجهتها في عملها هذا والذي تبلغ مدته 26 دقيقة ويؤرخ لفترة تمتد من القرن السابع إلى الثالث عشر الهجري ، ويقف على واقع مكان شهد له التاريخ بنبوغ أسماء وازنة في العلم بكل أصنافه أمثال سيدي ابوحياء الكرسيفي وغيرهم كثير ” مولت الشريط من مالي الخاص وكنت كاتبة السيناريو والمخرجة والمنتجة في آن واحد ، لقد عانيت الكثير وخاصة في التوفيق بين ارتباطاتي المهنية بالكلية بفرنسا والتقل إلى المغرب للاشتغال على الشريط ، وبالرغم من كل ذلك كنت اتحمل مشاق السفر من فرنسا إلى الرباط ثم إلى تافراوت والبحث في الحقائق التاريخية التي لايمكنني التلاعب بصدقها ، وكان لزوجي عبد الرحمن باركاش فضل كبير في تقريب المسافة حينما قررنا الاستقرار بمدينة اكادير عوض الرباط …وتجولت في معالم سوس كلها بحثا عن الحقائق التابثة بالدليل في المكتبات والرفوف القديمة ..ووقفت على حقيقة وهي أنه لو لم يٌنْفَ المختار السوسي لما كتب تاريخ سوس بتلك الطريقة في المعسول ..وقبل عرض الشريط الوثائقي في صيغته النهائية عرضته على مجموعة من الاساتذة المتخصصين في ميادين مختلفة كل في مجال تخصصه لابداء الرأي والنصح لأخرج بعمل اقل ما يمكنني أن اقوله عنه بالرغم من المجهود والوقت الذي تطلبه أنه هدية للمنطقة التي أنحدر منها تمكديشت ولتفراوت ولكافة ساكنة سوس ”
سعيد مكراز