الأدبي والتاريخي في مؤلفات محمد المختار السوسي

Home / المقالات / الأدبي والتاريخي في مؤلفات محمد المختار السوسي
الأدبي والتاريخي في مؤلفات محمد المختار السوسي

الأدبي والتاريخي

 في مؤلفات محمد المختار السوسي

أ.د محمد خليل

أستاذ باحث

 يعتبر محمد المختار السوسي[1] واحدا من كبار المؤلفين في مغرب النصف الثاني من القرن العشرين ، وقد خلف حوالي أربعة وسبعين مؤلفا ، تكوّن في مجموعها واحدا وعشرين ومائة جزء(121). وهي مؤلفات يمكن تصنيف أغلبها في خانة الأدب والتاريخ.

فمما تتضمنه آثاره الأدبية :

1)  شعره الذي دونه في ثنايا مختلف مؤلفاته ، بعد أن حاول في بداية الأمر جمعه في دواوين شعرية، كـديوان ” قصائد “[2] و” الزهر البليل فيما نفث به الفكر العليل “[3] و ” الرميليات “[4]. وهوشعر يقع في حوالي 600 قصيدة ومقطوعة ، ويبلغ مجموع أبياتها حوالي 8000 بيت[5] .

2) رسائل أدبية كثيرة . أهمها ” الرسالة الشوقية “[6] ، و” الرسالة البونعمانية “[7] ، و ” نضائد الديباج في المراسلات بين المختار والقباج “[8] .                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                   

3)   روايتان. الأولى بعنوان: رسالة الشباب[9] ، والثانية بعنوان: بين الجمود والميع[10].

4)                سيرة ذاتية بعنوان ” على قمة الأربعين “[11].

5)                شبه اعترافات بعنوان : ” مواقف مخجلة “[12].

6)                خواطر بعنوان ” ذكريات “[13].

7)               مؤلفان في أدب المذكرات ، أولهما بعنوان ” الإلغيات “[14]. والثاني بعنوان ” معتقل الصحراء “[15]

8)                رحلات أربع بعنوان ” خلال جزولة “[16]

ومما تتضمنه آثاره التاريخية:

1)     سوس العالمة[17]

2)    إيليغ قديما وحديثا[18]

3)     مراكش في عصرها الذهبي[19]

4)     أدوار سوس التاريخية[20]

5)     من تاريخ سجلماسة[21]

6)     مدارس سوس والعلماء الذين درسوا فيها[22]( مخطوط ).

7)      رجالات العلوم العربية بسوس[23]

 وهذا التصنيف الذي قمنا به تصنيف تقريبي ، لأن كثيرا من هذه المؤلفات يمتزج فيها الأدبي بالتاريخي. ولعل السبب في ذلك راجع إلى الطابع الذي كان سائدا في حركة التـأليف في مغرب النصف الأول من القرن العشرين. فكما هو معلوم عرفت هذه الحركة ازدهارا ملحوظا في هذه المرحلة ، وذلك بمشاركة عدد مهم من العلماء والمفكرين المغاربة ، الذين اتجهوا إلى التأريخ لعدد من المدن المغربية ، أمثال: مؤرخ مكناس مولاي عبد الرحمن بن زيدان ، ومؤرخ تطوان محمد داود ، ومؤرخ أسفي محمد الكانوني ، ومؤرخ مراكش عباس بن إبراهيم ، ومؤرخ الرباط محمد بوجندار. ففي مؤلفات هؤلاء تمتزج الكتابة التاريخية حول تلك المدن بإيراد نصوص أدبية ( شعرية ونثرية ) لها علاقة بالشخصيات التي يترجمون لها أو بالأحداث التي يتحدثون عنها . ولما انخرط السوسي في هذه الحركة ـ حركة التأليف ـ سار على نمط هؤلاء الذين سبقوه، بيد أن مشاركته كانت متميزة، ويتجلى ذلك في كونه اتجه إلى التأريخ لجزء من البادية المغربية: بادية سوس، على عكس هؤلاء المؤلفين الذين كانوا يؤرخون للحواضر، وقد برر هذا التوجه بأن البادية المغربية تستحق أن يلتفت إليها المؤرخون باعتبارها جزءا من هذا الوطن، ولأنها ساهمت بقسط وافر في صنع أحداثه وحضارته، وفي ذلك يقول: » في المغرب حواضر وبواد، وتاريخه العلمي العام لا يمكن أن يتكون تكونا تاما إلا من التواريخ الخاصة لكل حاضرة من تلك الحواضر، ولكل بادية من هذه البوادي، فإذا كانت بعض الحواضر، فازت بما يلقي على تاريخها العلمي بعض ضوء ينير الطريق للسالكين، فإن تلك البوادي المترامية لا تزال إلى الآن داجية الآفاق في أنظار المتطلعين الباحثين، فهذه تافيلالت، ودرعة والريف، وجبالة، والأطلس الكبير، وتادلة، ودكالة وأمثالها ، قد كان لها كلها ماض مجيد في ميادين المعارف العربية ، فهل يمكن أن يجد الباحث اليوم ما يفتح أمامه صفحاتها حتى يدرك ما كان فيها طوال قرون كثيرة من النشاط والإكباب والرحلة في سبيل الثقافة ؟، فكم سجلماسي ودرعي وريفي وجبالي وأطلسي وتادلي ودكالي وشاوي يمر باسمه المطالع أثناء الكتب، وكم مدارس، وزوايا علمية إرشادية في هذه البوادي لا تزال آثارها إلى الآن ماثلة للعيون، أو لا تزال الأحاديث عنها يدوي طنينها في النوادي، فأين ما يبين كنه أعمالها، وتضحية أصحابها ؟، وما قاساه أساتذتها وأشياخها في تثقيف الشعب، وتنوير ذهنه، وتوجيهه التوجيه الإسلامي بنشر القرآن والحديث، وعلوم القرآن والحديث، من اللغة والبيان والفقه وسيرة السلف الصالح ؟، أفيمكن أن يتكون التاريخ العام للمغرب تاما غدا إذا لم يقم أبناء اليوم ـ والعهد لا يزال قريبا، ولما تغمرنا أمواج هذه الحضارة الغربية الجـارفة التي تحاول الآن حتى إفساد ماضينا بما يكتبه عنا بعض المغرضين من أهلها ـ بجمع كل ما يمكن جمعه، وتنسيق مـا لا يزال مبعثرا بين الآثار، ومنتشرا أثناء المسامرات، فإنه لو قام من كل ناحية رجـال باحثون ببذل الجهود، لتكونت بما سيهيئونه من التاريخ الخاص لـكل ناحية، مـراجع عظيمة، سيتكئ عليها الذين سيتصدرون للتاريخ العام المستوعب في العلم العربي المغربي غدا بله الحوادث والأطوار المتقلبة، وما هذا الغد ببعيد »[24].

 

انفرد السوسي إذن ـ دون بقية المؤلفين المعاصرين له ـ بالكتابة / التأليف عن منطقة بدوية مغربية ـ منطقة سوس ـ  وهو كان يعتقد أنه مؤهل أكثر من غيره لكتابة تاريخها، وذلك لعاملين :

ـ أولهما كونه ابن المنطقة ،

ـ وثانيهما وجوده الاضطراري فيها بعد نفيه عن مراكش سنة 1356هـ/1937م. ووضعه تحت الإقامة الإجبارية في مسقط رأسه (إلغ) لعدة سنوات، فرأى في الكتابة والتأليف وسيلة يمكن أن يساهم بها في خدمة وطنه، بعد عجزه عن خدمته بالوسائل التي كانت متاحة له من قبل لما كان مقيما في مراكش خلال سنوات 1930/1937م. فكانت حصيلة جهوده تخصيص أكثر من نصف مؤلفاته لتاريخ هذه المنطقة، وهو تاريخ سلك فيه منهجا خاصا اتسم بالشمولية والحرص على تدوين أكبر قدر من المعلومات المتعلقة بالمنطقة دون التقيد بتبويب معين يحصر المادة التي يجمعها في جانب محدد، فتجد في مؤلفاته سردا للأحداث التاريخية الصغيرة والكبيرة، وعرضا مفصلا للعادات والتقاليد الدينية والاجتماعية، إلى جانب التراجم للأدباء والعلماء والسياسيين… وقد أوضح السوسي السبب الذي دعاه إلى هذه الكتابة الشمولية في مقدمة كتابه الموسوعي : ” المعسول ” فقال: » … وقد يجد القارئ من أبناء اليوم مما أكتبه ما يعده من سقط المتاع، ومما لا ينبغي أن يهتم به مما يعد عند نفسه في ذوقه من الخرافات، ولكن لا ينسين أنني مؤرخ، وقلم المؤرخ الجماعة كعدسة المصور، تلتقط كل ما أمامها حتى مما تقذى به الأعين. فكما تلتقط الإشعاعات الساطعة تلتقط الظلال القاتمة، فإن لم يكن قلم من يجمع للتاريخ كذلك، فإنه قلم التضليل والمسخ للحقائق. لأن واجب المؤرخ أن ينقل قارئه بوساطة يراعته إلى الذي يتحدث عنه حتى كأنه يشاهد عيانا. وأما أن يهذب أو يشذب ويحذف ويزيد حتى يضلل القارئ عن الحقائق، فذلك هو الزور بعينه. ولهذا أحرص أنا في التراجم أن أذكر كل شيء مدحا وقدحا، وإن كنت أعمل فكري وأختار وأرجح، لأن هذه أيضا من وظائف المؤرخ،  ولا خير في مؤرخ جماع فقط من غير أن يظهر فكره فيما يكتب «[25].

والذي يهمنا هنا هو محاولة الوقوف على منهج السوسي في عرضه للأحداث التاريخية، وهو عرض يحضر فيه الأدب بقدر كبير. الأمر الذي يستوقف القارئ/الدارس، متسائلا عن العلة في ذلك. ولعل من أسباب ذلك، أن السوسي كان له ولوع شديد بالتاريخ وبالأدب منذ صباه، وفي ذلك يقول: » أولعت منذ عرفت قبيلي من دبيري وميزت يميني عن شمالي بالتاريخ والأدب وبمطالعة كتبهما، فلا أظل ولا أبيت منذ كحلتني العربية بإثمدها وأذاقتني حلاوة معانيها الطلية فأنشتني بخمرتها، إلا بين كتاب أبتدئه، وآخر أختتمه منذ بكرت إلى مطالعة كتاب ” ألف ليلة وليلة ” في فجر حياتي، إذ كان أول كتاب طالعته وأنا ابن نحو عشر سنين، فأخذت بحكاياته التي تدل على ما لمدنية العرب في بغداد ومصر «[26].

لعل هذه الشهادة تبرر ما سنقف عليه من قوة امتزاج التاريخي بالأدبي في مؤلفاته، متجاوزا في ذلك ما نجده في مؤلفات معاصريه .

فكيف يقع ذلك في هذه المؤلفات ؟.

نستطيع أن نقف على أنماط عديدة من هذا الامتزاج ، نذكر منها :

1 ) في الترجمة للعلماء :

قلما نجد من بين العلماء المغاربة ـ إلى حدود منتصف القرن العشرين ـ من لم يكن له نصيب في الإبداع الأدبي وخاصة في قرض الشعر الذي يربطونه » بثقافة العالم أو الفقيه باعتباره عنصرا مكملا لهذه الثقافة ووسيلة لإظهار القدرة التعبيرية، وباعتبار دوره لا يتعدى الترويح عن النفس وتبادل العواطف مع الآخرين «[27]  فهذا الصنف من المترجمين كان المؤلف ( السوسي) يورد لهم نماذج من إبداعاتهم الأدبية، شعرية كانت أونثرية. أما الصنف الثاني من العلماء غير الأدباء ـ وهم فئة قليلة ـ فإنه كان يسلك في الترجمة لهم ما جرت عليه العادة: في التعريف بهم، وذكر العلوم التي تلقوها، وأسماء شيوخهم، وأسماء مشاهير تلامذتهم، وعناوين مؤلفاتهم أو آثارهم … ولا بد أن يختم هذه التراجم بنماذج من القصائد التي مُدحوا بها في مناسبات معينة، أو التي رثاهم بها الشعراء بعد وفاتهم.

2 ) في الترجمة للأدباء :

في هذا الباب يجد المؤلف ضالته، فيخصص للجانب الأدبي القسط الأوفر، وذلك بإيراد نماذج من الآثار الشعرية والنثرية للمترجم لهم ، ونماذج من الآثار الأدبية التي تبادلوها مع غيرهم من الأدباء، مبرزا رأيه في أدبهـم . . . وهذا الصنف كثير في مؤلفاته[28]

3 ) في الترجمة لغير العلماء والأدباء :

تزخر مؤلفات السوسي بالترجمة لكثير من الشخصيات السوسية وغير السوسية. كرجال السلطة ( قياد وباشوات وقضاة …) والأولياء ورجال التصوف. وهؤلاء منهم من كان له نصيب من العلم والأدب، ومنهم من كانوا دون ذلك. ولا تخلو تراجم الصنف الثاني من الأدب، إذ كان المؤلف يورد نماذج مما مُدح به المترجمون من قبل الشعراء، فهو مثلا لما ترجم للقائد عياد الجراري[29]، أورد نماذج من قصائد مُدح بها ونماذج مما أُبّن به بعد وفاته شعرا ونثرا، نقلا عن المؤرخ علي بن الحبيب الجراري الذي استهل هذه القصائد بقوله: » ولما توفي الفقيد، وصار إلى رحمة الرحمن المجيد، تكاثرت على فقده النوادب، وتسابقت إلى تعازيه الأقلام الكواتب، جمعت من ذلك عددا غير محصور، فانتقيت منه ما استحق أن يخلد في الدواوين والسطور «[30]. ولما ترجم للولي سيدي عبد الله بن سعيد التهالي[31] جد الإلغيين الأعلى، ختم هذه الترجمة بأبيات مهد لها بقوله: » ولأثبت هنا أبياتا كنت قلتها صبيحة 20 ـ 1 ـ 1362هـ وقد بت هناك بأيمور قصد زيارة تربة الجد «[32]، وهي قصيدة تقع في 15 بيتا ، يقول في مطلعها :

لـلـه رحـلتنـا إلى أيـمـور

عقـدت يـد الأسعاد منها رحلة

طويت جبـال ثم أوداء بـهـا

يحـدو بنا الشـوق المبرح للذي

 

كيما نزور هناك خير مزور

جمعت شتيت مسرة وحبور

طي ابتهـاج في ألـذ مسير

فيه الجدود ثووا طوال دهو[33]

4 ) في سرد الأحداث التاريخية :

لا يكتفي السوسي بالتعرض للحادثة أو الواقعة التاريخية وفق طريقة المؤرخين في ذلك، بل كان حريصا على دعم ذلك بإيراد نماذج من القصائد الشعرية التي قيلت في تلك الأحداث، أو في الشخصيات التي صنعتها[34].

5 ) في سيرته الذاتية :

         أ ـ سرد شريط حياته: أفرد السوسي لنفسه حيزا مهما في كتاباته، مستهدفا من وراء ذلك، التعريف بنفسه عبر مختلف أطوار حياته التي مر بها. وهو لم يخصّ نفسه بكتاب أو كتب مستقلة، ولكنه كان يترجم لنفسه في فصول ضمن عدد لا يستهان به من مؤلفاته[35]. وهو في حديثه عن جوانب من أطوار حياته، كان يورد نماذج من آثاره الأدبية شعرية كانت أم نثرية، وذلك على غرار ما كان يفعله حين ترجمته لغيره من الأدباء.

فهو ـ مثلا ـ يستهل الجزء الأول من كتابه ” المعسول ” بملخص عن تنقلاته بين مختلف مناطق المغرب، طالبا للعلم ومدرسا ومكافحا، ويبين سبب وجوده في مسقط رأسه بعد عشرين سنة من الغربة، إلى أن يقول : » ها أنا ذا أنفى إلى إلغ، إلى مسقط رأسي، حيث أمنع من أن أتصب بالناس، فوجدتني أمام بيئة كنت نسيتها، فخاطبت من هناك بهذه القصيدة التي ألممت فيها ببعض لعب الولدان الإلغيين، وبذكريات أول شبابي، أتمطق بها الآن بكل حلاوة:

إليكم ـ بني أمي ـ أئيب ركائـبي

فقد غبت أحقابا طـوالا وذا أنــا

صدفت إلى أن كان ميلي إليكــم

كأن لم يكن إلغ بلادي التي بهــا

كأن لم يكن أصلي ومنبت نبعتـي

كأن لم تكن لي أرضها خير مرتقى

 

فياليت شعري هل أنـا خير آئب؟

اعود كأن لـم أغد ـ قط ـ بغائب

ورجعاي هـذا اليوم إحدى العجائب

سموت به فوق الذرى والمناكــب

ومجمع إخواني ومغنى أصاحــبي

سربت صغيرا بين شتى المسـارب[36]

تقع القصيدة في 140 بيتا، أحاط فيها الشاعر بجميع أطوار طفولته، وبما كان له فيها من ذكريات جميلة. فأصبحت هذه القصيدة كتابةً / ترجمةً شعريةً لتلك المرحلة من حياته. وكتابته لسيرته الذاتية حافلة بهذا النوع من القصائد الشعرية[37].

 

         ب ـ في كتابة خواطره:

كان السوسي حريصا على كتابة خواطره، وكان هدفه من ذلك الحرص على تدوين كل ما يعايشه أو يشاهده، أن يحقق الهدف الذي أوضحه في مقدمة كتابه ” المعسول “، هدف تدوين كل ما من شأنه أن يفيد الأجيال القادمة بما يساعدها على معرفة حياة أسلافهم وجهودهم في الدفع بالحياة الإنسانية إلى الأمام. لذلك دأب السوسي في كتابة مذكراته/خوطره[38] ـ وهي كثيرة ـ على تضمينها كل ما يراه مفيدا لتلك الأجيال. وفي هذه المذكرات/الخواطر يمتزج التاريخي بالأدبي امتزاجا كبيرا، عندما يتحدث عن حاثة طارئة أو يدون ذكريات له مع أصدقائه من العلماء والأدباء والوطنيين ، فيحضر في هذه الكتابات سرد الأحداث التاريخية ممزوجة بإيراد مقتطفات من كتاباته الأدبية ـ الشعرية أو النثرية ـ أو من كتابات الشخصيات المتحدث عنها في تلك المذكرات أو الخواطر.

         ج ـ في مراسلاته الإخوانية:

لم يكن السوسي يهمل في مؤلفاته تدوين كل ما تيسر له من مراسلاته التي كان يتبادلها مع أصدقائه، بل وحتى مع طلبته وتلاميذه، فخصص لذلك مؤلفين، أحدهما بعنوان: ” نضائد الديباج في المراسلات بين المختار والقباج “[39] والآخر بعنوان: ” ذكريات”[40] . فضلا عن وجود الكثير من هذه المراسلات في مؤلفاته الأخرى[41].

هذا نموذج من كتابه ” ذكريات “، وهو رسالة توصل بها من الوزير الأديب محمد المهدي الحجوي[42]، استهلها السوسي بقوله: زارني في محلي بـ(الحمراء) زيارة خفيفة، وقد اقترحت عليه أن يتناول عندي غداء الغد فاعتذر، وقد تلك الجلسة على قصرها مفعمة بالأدب، فتناشدنا أشعارا، فكان مما أنشدته لنفسي فصيدتين فوعدته بإرسالهما إليه، لما رأيته من إعجابه بهما، ولذلك ما كاد يصل إلى (الرباط) حتى وصلني منه هذا:

الأخ الأجل الفقيه الأستاذ سيد محمد المختار، سلام عليكم ورحمة الله.

أما بعد: فما زلت أتلذذ بالسويعة القصيرة التي قضيناها جميعا، أعاد الله أمثالها قريبا على أحسن ما نروم، غير أني لا أتنازل عن حقي في قصيدتيكما اللتين كنتم عازمين على إرسالهما، فلتقبلوا على عزمكم في ذلك، فإني في شوق إلى إعادة النظر في غرر أفكاركم، وبز يراعكم الرقيق، أكثر الله من أمثالكم، تضيئون سماء هذه البلاد بأفكاركم الوضاءة، وأعيد سلامي عليكم وعلى سائر من هو إليكم، وأخي ينهي إليكم سلامه[43].

وهذا النموذج من مراسلاته مع تلميذه الحسن التناني[44]، يوضح مدى حرص السوسي على المزج بين الكتابة النثرية والشعرية، لغاية واحدة: تدوين وتوثيق الأحداث شعرا ونثرا، تأكيدا لقدرته ومهارته التعبيرية وامتلاكه لزمام الكتابة النثرية والشعرية معا. يقول :

» وكتبت إليه أيضا:

عني بكـأسـك أيـهذا السـاقي

أنى التذاذي بالـمدامة بعد ما

عرك النوى قلبي المحطم بالذي

ما جال طرفي في بهيج منذ أن

بيني وبين العيش ما بيني وبيـ

أنى تطيب لي الكؤوس لأغتـدي

أنى إذن ـ حاشاي ـ أنسى من هـم

بهم عرفت الرشـد كيف سـبـيلـه

وعشقت مكرمة الشفوف على الورى

والله لا أنـساهم ما دام جــو

 

حبي كؤوس المدمع الـرقراق

أخذ الأى لمجـامع الأطـواق

والى من الإرعاد والإبـراق

أخنى على الدهر بالإطـراق

ن بني(الرميلة) ولدتي الأعلاق

في عيشة البهجات قبل تـلاق

زمنـا طويلا قـرة الأحـداق

ودجا الليالي من سنا الإفـلاق

(والمكرمات قليلـة العشـاق)

رالدهر يعقب صحبة بـفراق

الشاعر المفلق سيدي الحسن التناني، ينبوع الشعر الحي، والأديب العربي العالي الفريد.

إيه…هذه أربع سنوات وربع أخرى تمضي. والله يعلم كيف مضت وقد انقلب فيها العالم كله من جانب إلى جانب. وتبدل وجه الكرة الأرضية. وتحولت فيها رسوم التخوم بين الدول, وانهار فيها ما انهار من عروش, وذاب فيها ما ذاب من شعوب وشعوب. لكنها أتقدر أن تؤثر في أفئدة كانت مرتبطة في أزمنة غير قليلة بما ارتبطت به من إخلاص. والتحام قلوب بقلوب. فقد كنا جماعة غير قليلة. تعارفت تحت رايات الأدب، وتقابلت وجوهها تحت أغصان المعارف. فبقيت ما بقيت. وعين الدهر عنها نائمة. وصروف الأقدار عنها معرضة. حتى إذا دار الزمان بأهواله. التفت إليها التفاتة صيرتها ما بين مشرق ومغرب. وإن كان لم يستطع أن يؤثر إلا في الأجساد. وأما القلوب التي بها تتصل حلقات الأدباء. ويتلاحم ذوو المعارف. وتتناجى بها الأماني. فإنها بمنجاة من كل ما يمسها. ولا أدل على ذلك من هذه الخمسين شهرا الماضية. فقد برهنت عن عجزها على أي تأثير في بنات الصدور. فلا تزال الضمائر اليوم. كما هي عليه أمس. وما ذلك إلا بكون تعارفها مؤسسا على غير المادة التي تنهار وحدها بما أسس عليها…« [45].  

 

والخلاصة أن مؤلفات محمد المختار السوسي، تعتبر مصادر ومراجع ذات قيمة تاريخية كبيرة وهامة، تتجلى في تدوين جوانب كثيرة من تاريخ المغرب، بالقدر الذي تكتسيه من قيمة أدبية لا تقل أهمية عن تلك القيمة التاريخية ، وتتجلى فيما تزخر به تلك المؤلفات من نصوص أدبية شعرية ونثرية للمئات من الأدباء السوسيين على الخصوص. وتتميز هذه المؤلفات بتدوينها لكثير من الأحداث التاريخية بالشعر وبالنثر معا، وبطريقة تتفوق وتتميز كثيرا عما هو مألوف عند غيره من المؤلفين العرب، وخاصة المؤلفين المغاربة المعاصرين له[46]. وبناء على ذلك أصبحت هذه المؤلفات اليوم مصادر ومراجع أساسية لكثير من الدراسات الأكاديمية التي تنجز حول المغرب سواء داخل الجامعات المغربية أو عبر مختلف الجامعات العالمية.

 

وأكثر من ذلك فهذه المؤلفات تُعتمَد اليوم حتى لدى الباحثين الاجتماعيين والقانونيين لما تتضمنه من وثائق تتصل بمختلف الحقول المعرفية. وبذلك تحققت توقعات المؤلف التي أوردها في مقدمة كتابه ” المعسول ” حينما قال :» فليعلم المطالع لهذا الكتاب بأجزائه العشرين لأنه سيخوض فيها أخبار الفقهاء والأدباء والرؤساء والصوفية وكل ما يعن من أحوال البادية وسيكون كالداخل إلى السوق التي تجمع كل شئ. فليأخذ ما يعجبه وليعرض عما لا يعجبه، فإن ما لا  يعده إلا شيئا تافها، إن كان لا يذوق حلاوته، قد يكون إزاءه قارئ آخر لا يعجبه إلا ذلك. فالكتاب كما يقولون كالمائدة الطافحة بأنواع الأطعمة، يأكل كل واحد منها ما يشتهيه « [47]

 

وعلى سبيل المثال نشير إلى أن الجزء الأول من ” المعسول ” يتضمن المعلومات الآتية:

أنواع المعلومات

العدد

بيانات

الأعلام الذين بنيت عليهم فصول الكتاب

22

إضافة إلى تراجم العشرات من  شيوخهم وتلاميذهم وأبنائهم

القصائد والمقطوعات الشعرية

158

كلها لشعراء سوسيين

الرسائل والظهائر والوثائق

52

 

الأحداث والوقائع التاريخية

 

واردة في ثنايا جميع التراجم

 

إن الحديث عن هذا الجانب لدى محمد المختار السوسي لا تسعه جلسة عابرة ـ كهذه ـ بل يستدعي أن تتناوله أبحاث أكاديمية متأنية ومعمقة، وهذا ما نأمل أن يتولاه غيرنا من الدارسين والباحثين الشباب، الأمر الذي سيفيد  ـ ولا شك ـ الخزانة العلمية المغربية على الخصوص، والعربية الإسلامية بصفة عامة*

 



[1] ) ولد في قرية إلغ قرب تافراوت بإقليم تيزنبت سنة 1318هـ / 1900م. وتوفي بالرباط سنة 1383هـ / 1963م. كان مربيا وأديبا ومؤرخا وعالما متضلعا في علوم الدين ومفكرا سلفيا ، كما شارك في تـأسيس الحركة الوطنية السياسية، ولحقه من أجل ذلك النفي والاعتقال. تولى منصب وزير الأوقاف في أول حكومة وطنية تأسست بعد الاستقلال(07/12/1955م)، ثم منصب وزير بمجلس التاج(1956/1963).

[2]  ) بدأه لما كان في منفاه بإلغ ( 1937م/1946م ) ، ذكر ذلك في مؤلفه المخطوط ” المؤلفون السوسيون “،والغالب في الأمر أنه عدل عن مشروعه هذا إذ لم يورده في لائحة مؤلفاته بإلغ الواردة في نهاية الجزء الثالث من كتابه ” الإلغيات “

[3]  ) أشار إلى هذا الديوان في كتابه ” المؤلفون السوسيون” بقوله : ” كنت جمعته سنة 1341هـ، بإذن من سيد سعيد التناني، وقد حثني على أن لا أفرط فيما قرضته” ولعل هذا الديوان ما زال موجودا ضمن مؤلفاته المخطوطة.

[4]  ) اطلعت على نسخته المخطوطة لدى أحد أبنائه وهو  في صياغته الأولى وفي حاجة إلى تنقيح . يبلغ عدد قصائده حوالي الخمسين، وقد سبق لي أن قدمت قراءة له في الندوة التي نظمها اتحاد كتاب المغرب بالتعاون مع المجلس البلدي لمدينة أكادير. ونشرت ضمن أعمال هذه الندوة : ” محمد المختار السوسي، الذاكرة المستعادة ” ص. 151 ـ 172.

[5]  ) جمعت هذا الشعر، وأنجزت حوله رسالتي لنيل دبلوم الدراسات العليا التي طبعت سنة 1406هـ / 1985م تحت عنوان: ”  محمد المختار السوسي، دراسة لشخصيته وشعره “. وأنوي ـ إن شاء الله ـ نشر هذا الديوان مرتبا حسب الأغراض والموضوعات ومذيلا بفهرس مفصل لهذا الشعر.

[6] ) حررها في رجب 1362 هـ بين ” إلغ ” و ” الجديدة ” ، ووجهها إلى أحد تلاميذه المراكشيين ، الشاعر الأديب أحمد شوقي الدكالي .

[7] ) حررها في ” إلغ ” في رمضان 1361 هـ ووجها إلى صديقه الشاعر الحسن البونعماني ، نزيل الرباط .

[8] ) هو عبارة عن مجموعة من الرسائل التي كان يتبادلها مع الأديب الناقد محمد بن العباس القباج الرباطي ، صاحب كتاب ” الأدب العربي في المغرب الأقصى “

[9] ) ذكرها في كتابه : ” الإلغيات ” : 3/217 . وكتبها لما كان بإلغ ، وقد ضاعت منه .

[10] ) نشر بعض فصولها في مجلة ” دعوة الحق ” المغربية: الأعداد من 4 إلى 12 السنة الأولى والعددين 1 و 2 السنة الثانية ( من نونبر1957م إلى يوليوز 1958م) .

[11] ) ألفه لما كان بإلغ بمناسبة بلوغه سن الأربعين ، ولخص محتواه في كتابه ” الإلغيات ” : 2/ 207 ـ 232.

[12] ) قال عنه في كتابه ” معتقل الصحراء “: 1/ هامش ص. 347 » ألممت فيه بزهاء سبعين موقفا ثرت فيها غضبان على من معي ، والمقصود أن أسجل ذلك على نفسي لعلها ترعوي فتقلع عن الغضب «

[13] ) طبع في الرباط سنة 1984م /1405هـ وقد تحدث عنه في كتابه ” المؤلفون السوسيون ” بقوله : » هي زفرة زفرتها بعد انصرام سنتين في منفاي ، تذكرت فيها من كانوا لي وكنت لهم ، ونفعوني ونفعتهم ، أقررت فيها بالجميل الذي لهم علي في حياتي ، وتوجيهها هذا المتوجه ، وفيها ما عندي من رسائلهم «

[14] ) كتاب في ثلاثة أجزاء طبع في الدار البيضاء سنة 1383هـ/1963م. » وهو كتاب كالكشكول يضم ما بين دفتيه كيف النفي سنة 1355هـ ، إلى مسقط رأسي ، وأسبابه ، وكل ما يروج حولي أو أروج فيه ، أو نظمته من القوافي […] أو خوطبت به من الإلغيين الأدباء ، كما يضم أفكارا أو خواطر سانحة ، ومقالات دعت الحاجة التي أنا فيها طوال سني النفي »  (الإلغيات : 1/3 ).

[15] ) كتبه في منفاه بأغبالو نكردوس ” إقليم تافيلالت ” ـ الراشدية حاليا ـ ما بين سنتي 1372هـ/1373هـ ( 1952م/1954م). يقع في جزأين، طبع الجزء الأول بالرباط سنة 1982م.

[16] ) كتبها لما كان بإلغ وقال في مقدمة الجزء الأول منها ص.3 : » لما من الله بأن تنفرج عني الأزمة سرحت أولا في سوس، فأمكن لي أن أتقرى بعض نواحيه، فصرت أعمل خطواتي على البغال غالبا ، فأقيد كل ما سنح بلا تكلف، فتكررت الرحلات حتى كانت أربعا، فجمعت الكل تحت هذا الاسم ” خلال جزولة ” «

[17] ) هو الكتاب الأول الذي افتتح به سلسلة تآليفه حول سوس ، وهو أيضا أول كتاب طبعه وكان ذلك سنة 1380هـ/1960م. بمطبعة فضالة بالمحمدية، وهو مؤلفه الوحيد الذي أعيد طبعه سنة 1984م.

[18] ) ألفه في ” إلغ “، وهو في تاريخ دولة أبي حسون السملالي. طبع بالمطبعة الملكية بالرباط سنة 1386هـ/1966م.

[19] ) شرع في تأليفه بمراكش سنة 1354هـ/1935م. بيد أنه لم يتمكن من إنهائه نظرا لقرار النفي الذي صدر في حقه سنة 1355هـ/1937م

[20] ) كتاب مخطوط ، ألفه بإلغ سنة 1358هـ/1939م.

[21] ) ألفه في معتقل ” أغبالو نكردوس “، بيد أنه اضطر إلى إتلافه لظروف الاعتقال لأنه أدرج به ـ حسب قوله ـ ما لا يريد أن يُطّلَعَ عليه في ذلك الوقت ( انظر كتابه : ” معتقل الصحراء ” : 1/160 ).

[22] ) ذكره في كتابه ” المؤلفون السوسيون “.

[23] ) كتاب مخطوط ، قال عنه في “الإلغيات 3/216 : ” » لا يزال مخطوطا وهو جزء ضخم «

[24] ) محمد المختار السوسي : ” سوس العالمة ” ص: أ ـ ب . ط1 / مطبعة فضالة ، المحمدية 1960م.

[25] ) المعسول : ج1 / ص: هـ ، و . 11/03/02 .  ط1 . مطبعة النجاح . الدار البيضاء 1961م.

[26] ) نفسـه : 1/14 .

[27] ) الدكتور عباس الجراري ” الأدب المغربي من خلال ظواهره وقضاياه ” :1 /199 ط 1.الدار البيضاء 1979م.

[28]  ) فعل هذا مثلا في : ” المعسول” و ” مترعات الكؤوس ” و ” مشيخة الإلغيين من الحواضر ” … الخ.

[29] ) ترجم له في المعسول : 19/172 ـ 199.

[30] ) نفسـه : 19/194. والكلام لعلي بن الحبيب الجراري . وقد ختم السوسي هذه الترجمة بقوله : » لا أعلم في رؤساء سوس من الأجيال الأخيرة من تسبب في تخليد آثاره وآثار معاصريه سواه [ أي القائد عياد ] حين أشار على المؤرخين الإيكراري وعلي بن الحبيب أن يكتبا ما كتبا، فإننا نوقن أنه لولاه لما ظفرنا اليوم بما ظفرنا به من أقلامهما «

[31] ) عاش ما بين حوالي سنة 955هـ و1051هـ، وقد ترجم له المؤلف في المعسول:   1 /80 ـ 116 .

[32] ) المعسول : 1/115.

[33]  ) نفسه

[34] ) يراجع مثلا : تاريخه لحركة الشيخ أحمد الهيبة ابن الشيخ ماء العينين الذي خصص له في الجزء الرابع من ” المعسول ” الصفحات : 101 ـ 246 . ففيه حوالي خمسين قصيدة ومقطوعة، إضافة إلى تخميس في 149 مقطعا، وهي كلها في مدح الهيبة وفي وصف مختلف أطوار حركته ( من انتصارات وانتكاسات )، ثم في رثائه بعد وفاته سنة 1919م.

[35]  ) فعل ذلك ـ مثلا ـ في الجزء الأولي من كتابه ( الإلغيات ) وذلك في فصل بعنوان: ” النفي من مراكش وأسبابه”.  وفعله في الجزء الثاني منه، وذلك في فصل بعنوان: ” على قمة الأربعين “. كما فعله في أكثر من موضع  من كتابه ( معتقل الصحراء )، وفي غيره من مؤلفاته الأخرى.

[36]  ) المعسول: 1/ 15 ـ16.

[37]  ) لايكاد فصل ما فصول كتاباته لسيرته المنبثة في مختلف مؤلفاته يخلو من هذه القصائد.

[38]  ) من مؤلفاته الحافلة بمذكراته وخواطره: ” الإلغيات “و خلال جزولة ” و ” ذكريات ” وحول مائدة الغداء ” …

[39]  ) مازال مخطوطا، أما ” القباج ”  فهو: الأديب الناقد محمد بن العباس القباج، صاحب كتاب : ” الأدب العربي في المغرب الأقصى “

[40]  ) طبعه ورثته بمطبعة الساحل بالرباط سنة 1405هـ / 1984م. وفيه نمادج من مراسلاته المتبادلة مع 11 من أصدقائه ، منهم: الوزير الأديب محمد المهدي الحجوي، ومؤرخ آسفي محمد الكانوني، ومحمد التطواني [ السلاوي ]، ومحمد العابد الفاسي.

[41]  ) يوجد الكثير من هذه المراسلات في ” المعسول ” عند ترجمته لشيوخه أو لأصدقائه أو حتى لتلاميذه، فيورد نماذج من المراسلات المتبادلة مع المترجم لهم. كما يوجد منها الكثير في ” الإلغيات “، وفي ” خلال جزولة “. وفي تلك المراسلات معلومات لا تخلو من قيمة تاريخية أو أدبية، مما يساعد الباحث أو الدارس للأدب أو للتاريخ على الاستفادة من ذلك كله.

[42]  ) تولى هذا الأديب مهمة وزير المعارف في عهد الحماية، وقد اشتهر بقصائده وكتاباته التي كان يدعو فيها إلى ضرورة إصلاح المجتمع المغربي، وخاصة العناية بتربية الفتاة، وإعطائها الفرصة لتنال نصيبها من العلم.

[43]  ) محمد المختار السوسي : ” ذكريات ” ص. 43/44 . ط1. مطبعة الساحل . الرباط. 1405هـ./ 1984م.

[44]  ) يعد أحد الأدباء النوابغ الذين تتلمذوا على السوسي بمدرسة الرميلة بمراكش خلال سنوات: 1349 ـ1355هـ / 1929 ـ 1936م. وقد عرف السوسي بحرصه علىتمين علاقاته مع تلاميذه وخاصة النبغاء منهم أمثال: على بلمعلم المراكشي، وعرفة الفاسي، ومحمد بن عبد الله الروداني …الخ.

[45]  ) الإلغيات: 3/ 86 ـ 87

[46]  ) عند مقارنة كتاب ” المعسول ”  ـ مثلا ـ بكتاب ” تاريخ تطوان ” لمحمد داود، يتضح الفرق بين المؤلفين على الرغم من حرص صاحب تاريخ تطوان على إيراد نصوص شعرية مواكبة للأحداث التي يتحدث عنها.

[47]  ) المعسول: 1/ز.

 

*  ) مداخلة شارك بها الكاتب في ندوة: ” الأدب والتاريخ ” ، التي نظمتها شعبة اللغة العربية وآدابها، وشعبة التاريخ . بكلية الآداب والعلوم الإنسانية / عين الشق . الدار البيضاء . يومي: 19 ـ 20 مارس 2002م.