قراءة نقدية في شعر محمد المختار السوسي

Home / المقالات / قراءة نقدية في شعر محمد المختار السوسي
قراءة نقدية في شعر محمد المختار السوسي

قراءة نقدية في شعر محمد المختار السوسي

بشرى تاكفراست/استاذة جامعية / مراكش
(شاركت بهذه المداخلة في ندوة علمية حول أعلام الفكر والثقافة بمراكش بمناسبة مرور مائة سنة على ميلاده )

 بتاريخ : 11-04-14 الساعة : 11:40 AM
  نشر بموقع شبكة و منتديات إداوسملال (http://idaosamlal.com)

رضا الله محمد المختار السوسي كما هو مسجل في دفتر الحالة المدنية (1) من مواليد 1318 هـ نشأ في قرية ” الغ” السوسية الواقعة بضواحي ” تازروالت” في الجنوب المغربي، ترعرع في جو تقليدي وديني… تلقى تعليمه الأول بالمنزل، ثم ارتحل إلى مدرسة “تانكرت” بإيفران حيث تابع دراسته على يد شاعر المنطقة الكبير الطاهر بن محمد الإفراني… انتقل إلى الجامعة اليوسفية بمراكش، ثم سافر إلى فاس، وهنا وسع من علاقاته وطور من فكره خاصة وأنه سيصاحب النخبة الفاسية المثقفة من أمثال الأستاذ محمد إبراهيم الكتاني، محمد الغازي، علال الفاسي، المكي الناصري، عبد السلام بنونة محمد بلا فريج وغيرهم. وهو بنفسه يعترف بذلك في قوله:”و في فاس استبدلت فكرا بفكر… فتكون لي مبدأ عصري على آخر طراز قد ارتكزت على الدين و العلم و السنة القويمة، فجشت بقصائد حية… ومن هنا تمخضت الفكرة الوطنية المرتكزة على الدين والأخلاق السامية، وكنت أصاحب كل المفكرين إذ ذاك، وكانوا نخبة في العفة والدين وكانوا ينظرون إلى بعيد..”

 انتقل بعد ذلك إلى الرباط سنة 1928 والتقى بالصفوة المثقفة الرباطية أمثال: محمد السايح، عبد الله الجراري، أبو بكر بناني، محمد القباج…وستزيده هذه الرفقة علما وثقافة يجعلانه أستاذا مبرزا عند رجوعه إلى مراكش عام 1929 م، حيث أقام بالزاوية الدرقاوية التي أنشأها والده الحاج علي الدرقاوي الالغي الواقعة بباب دكالة حي الرميلة درب الزاوية قبالة مسجد باب دكالة الكبير، التي حولها إلى مدرسة لتعليم الصبيان… وقد لحقته حملة العنف والقمع فنفته تسع سنين إلى قرية الغ ليعود بعدها إلى مراكش بحماس أقوى للعمل الوطني الذي تجسد في إعطاء دروس التوعية ونشر الفكر السلفي ومحاربة الخرافات والشعوذة..
 في  17 نونبر 1963 افتقد المغرب هذا العلم المنير، ورائد النهضة الكبير، والمؤرخ الموسوعي العظيم، مخلفا مكتبة تعددت فيها مجالات المعرفة، أهم مصنفاتها: المعسول – سوس العالمة – ذكريات – خلال جزولة – الإلغيات – من أفراه الرجال – إيليغ قديما وحديثا…
 ونظرة سريعة إلى هذه اللائحة تستشعر الباحث أنه شخصية لها عطاء زاخر في مجالات متنوعة ونركز في هذه المداخلة على عطائه الشعري فقط. فهو غزير الإنتاج، طويل النفس، متين اللغة، فصيح اللفظ ضخم المعجم؛ كلها أشياء تجمعت فأعطتنا شعرا عموديا تقليديا يسير أغلبه على نمط القصيدة العربية التقليدية القديمة، ونرجع السبب في ذلك إلى:
أولا: شيوع الطابع الشعري الأندلسي والعباسي في منطقة سوس.
ثانيا: كونه من تلامذة مدرسة اهتمت بالشعر في برامجها التدريسية حفظا وفرضا وهي مدرسة”إفران ” التي كان يديرها ويسيرها الشاعر و الفقيه الأستاذ الطاهر الإفراني.
ثالثا: ( وهي نقطة مرتبطة بسابقتها) أن الشعر بالنسبة لتلاميذ هذه المدرسة ليس ” ميلا نفسيا” فحسب بل ” موهبة عقلية ” ودرسا نظاميا وثقافة شبه إجبارية يتجاوب به الجميع تعاطفا أو تنافرا.
 ويمكن أن نلتمس ذلك عن قرب في تلك المساجلات الأدبية التي كانت لشاعرنا مع أصدقائه وتلامذته و التي جاءت نتيجة لممارسة مهنة التدريس وهي قصائد ينبه فيها الأستاذ تلاميذه إلى بعض الهفوات والنظرات التي يقع فيها التلميذ ويمكن اعتبارها نقدية أولية الهدف منها ليس تبيان العيب من أجل النيل و التجريح بقدر ما يهدف إلى التنبيه لجوانب النقص وتقويم اللسان وصقل الموهبة. من ذلك ما خاطب به محمد المختار السوسي تلميذه سالم الرحماني على إثر إنشاده لقطعة مختلة الوزن في بعض أبياتها حيث يقول من البحر الطويل وبروي الدال مقطوعة مطلعا:
أرى سالما لا يعرف المد و الجزر ولا مدركا من بين أحجاره الدرا (2).
 وكذلك ما أخذه عن أبي القاسم السليماني من خلل لغوي في استعماله للفظة ” زائر ” التي لم تؤد المعنى المرجو منها في قوله:
لله درك من خل أتى زائرا من بعد طول خليلا كان يهواه (3)
إلى جانب عدم استقامة موسيقى البيت فهو مختل الوزن.
وهذه النماذج تدل على:
1. الأذن الموسيقية العلمية التي كان يتسم بها الشاعر حيث يستطيع أن يقف عند مكمن الخلل بسرعة.
2. على حس لغوي شديد يحدد السياقات التي تستعمل فيها المفردات وهي أشياء لا تتأتى إلا لحفظة الشعر القديم و الذين شغلوا أنفسهم بتعلم فن القول واكتسابه.

 كتب محمد المختار السوسي في أغراض شعرية متنوعة، فلم يستهويه غرض دون غرض آخر، فكان له باع في ” الإخوانيات” وهي مجموع قصائد الترحاب التي بعثت له على إثر دخوله قرية ” الغ” منفيا، فكان يرد عليها من ذلك قصيدة تقع في أربعين بيتا من بحر الرجز رويها ” الراء” مطلعها:
عطفا على ذي غربة ثوار قد واثبته فواجع الأغيار (4)
 وكتب في الرثاء قصائد مطولة كلها مفعمة بالحزن والأسى وطلب المغفرة للمفقود من ذلك قصيدة في وفاة الشيخ سيدي بلقاسم بن مسعود التاجارمونتي من البحر الطويل وبروي الياء مطلعها:
لماذا أعاني في العروض القوافيا إذ لا أوفي للشيوخ المراتيا (5)
و مرثية أخرى في سيدي أحمد بن الحاج محمد اليزيدي فاقت ثمانين بيتا من البحر الطويل وبروي ” الراء” مطلعها:
حياتك لو تدري الحقائق:زور وآل على مرأى العيون يمور (6)
 وكتب في الاعتذار قصائد متعددة منها تلك التي اعتذر فيها عن حضوره لحفلة قرآنية “بإلغ” من بحر الرجز وبروي “الميم” مطلعها:
عذرا فإن العذر عند الكرما يقبل حتى لست تسمع لما (7)

 وما أكثر المناسبات التي جيشت قريحته، ففاضت بقصائد عدة منها، المطولة التي قالها بمناسبة عيد ميلاد ابنه عبد الله من البحر الطويل وبروي ” الراء ” مطلعها:
دعاني فلا بنت تسر و لا ذكر فقد حطمت قلبي الهواجس والذكر(8)
وقصيدة بمناسبة زيارة الشيخ سيدي الطاهر بن محمد” لالغ” وقد ألقاها في داره بعد حفلة غذاء وأدباء ” الغ” حاضرون وهي من البحر الكامل بروي ” الهمزة ” مطلعها:
اليوم نظفر بالمنى جمعاء لما رأينا وجهك الوضاء (9)

 وله قصائد عدة في العتاب والتأنيب وهذا اللون من الشعر أكثر منه في ديوان الرمليات إذ كثيرا ما كان يعاتب ويؤنب من يخاطبهم من تلامذته و يحثهم على الرجوع إلى زمن الكد والجد و المثابرة التي كان عليها إذا لاحظ عزوفهم عن ذلك أو نكوصهم عن حضور للدروس، مثال ذلك العتاب الذي وجهه لمحمد بن إبراهيم الدفالي من البحر الكامل وبروي “الباء” في قصيدة مطلعها:
عجبا ومثلي من نكوصك يعجب فمتى حسبت بأن مثلك ينكب(10)
 ولم يفت الأستاذ محمد المختار السوسي أن يجعل من شعره سجلا لما عاناه من غربة وما تجرعه من مرارة النفي، فكانت له قصائد طوال تفوق أبياتها المائة بيت منها تلك التي يعلل طولها بقوله: ” فاصبر لها وإن كانت أطول من ليالي الشتاء.(11). وهي من البحر الكامل وبروي الام مطلعها:
أرأيت الأيام كيف تدول و الليالي بالشهد كيف تطول (12)
 وتليها القصيدة التي قالها بمناسبة ” عيد الفطر ” و التي تتعدى 130 بيتا من البحر الكامل وبروي الدال مطلعها:
لا فطر يبهج، لا و لا ميلاد بان الصحاب فبانت الأعياد (13)
 و على طول هذه القصيدة وبرودة معظمها… فإنها تعكس ما يعانيه صاحبها من آلام الغربة والنفي بعد تذكاره لأيام العيد بمراكش حيث كان ” يبكر إلى الزاوية في (درب الزاوية) بالرميلة في باب دكالة “حيث أسكن تلاميذي الصغار وبعض الإخوان متفرقين آخرين (14)
 وتغيرت مفاهيم محمد المختار السوسي عن الحياة بعد دخوله فاس، فكان طبيعيا أن نجد هذا الأثر في شعره الذي أصبح يعبر عن عقل وجوارح تؤمن بضرورة العمل لصالح البلاد علميا وسياسيا فشارك أبناء وطنه – رغم صغر سنه في إلقاء الدروس وبت الأفكار الإصلاحية ونشر الوعي بين الجماهير الطلابية عن طريق الدعوة للقضاء على الخرافة والشعوذة ومحاربة التخلف وتشجيع جميع وسائل النهوض باللغة العربية والمحافظة عليها من اللحن و الضياع، ومكافحة أنواع الاستعجام ومن يتشبث بالقيم الغربية ولغة الغرب، والدفع بالعقول لنشرا لعلم والمعرفة، وتأسيس المدارس وتشييدها أليس هو القائل موضحا منهجه في الحياة:” أنا الكاتب محمد المختار السوسي، أصرح بأن مبدأي الذي أمضيت عليه حياتي الماضية، ثم… أمضي فيه حياتي المستقبلية، هي دراسة العلم، وأسعى في المصالح العامة، وما خرجت عن هذه الطريقة المثلى منذ رشدت وملكت أمر نفسي و لا أنوي أن أخرج عنها إلى أن التحق بربي ومنذ فارقت القرويين وأنا أسير هذا السير “(15).
ويقول معلنا عن روح الوطنية التي كانت تتملكه:
بأي خطاب أم بأي عظات أوجه وجه الشعب شطر لغاتي.
إلى أن يقول قصيدة بعنوان: ” الهلاك لا الجهل”.
حتى متى شعبي يعبده الجهل كأن لم يكن قطب السيادة من قبل.
وكذلك في قصيدة أخرى:
العصر ذاك وهذه ألوانه لا شيبه يرضون لا شبانه(16).

 ظل الشاعر محمد المختار السوسي وفيا للمدرسة الشرقية والأندلسية في الشعر طيلة حياته الشعرية، فهو يصف بنفس الوثيرة التي يصف بها ابن خفاجة الأندلسي ولا يتمنى في هذا الموضوع (الوصف )أكثر من الاقتراب من شاعريته باعتباره النموذج والمثال وفي ذلك يقول:
يا ليت لي من منطق ابن خفاجة فيغدو بالوصف المشخص لي فوز.
 وكثيرا ماكان يشير إلى اقتباسه من المدرسة الشرقية من ذلك بيت من غزليته البائية الروي حيث يقول:
فأرى بالهوى المقلقل شهرا ن بهم أرعى به النجم ناصب (17)
 وينص أنه مأخوذ من قول النابغة الذبياني:
كيليني لهم يا أميمة ناصب وليل أعانيه بطيء الكواكب.
و كذلك قوله:
خشن في المباحثات وإن حـــ د، مصاع فبضة عطبول (18)
مأخوذ من قول عمر بن أبي ربيعة:
إن من أكبر الكبائر عندي قتل بيضاء بضة عطبول
كتب القتل والقتال علينـــا وعلى الغانيات جر الذيول
 ويعترف محمد المختار السوسي بأخذه من هذه المدرسة فاسمعه يعلق على مرثيته لأحمد بن الحاج محمد اليزيدي قائلا: ” ولعلك قرأت في هذا البحر والقافية، مرثيتي شوقي وحافظ في” توليستوي ” الروسي وكذلك لا تزال تستحضر بلا ريب القصيدة النواسية في الخطيب: أمير مصر وهي التي فيها:
وتحث بعد الأمور أمور

وهو الشطر الذي أغرت عليه غارة شعواء، كما أغرت أيضا بغارة ملحاح على شطر آخر من موازنة للنواسية للشاعر القسطلي الأندلسي في ابن أبي عامر وهو:

وإن بيوت العاجزين قبور

 هكذا والحمد لله أقر بالسرقة، ولا أحسب بعض الشعراء الجدد عندكم في ” الحمراء يقر بالسرقة” في شعر قال فيه.(19) بل تسوقه الجرأة العلمية أبعد من ذلك حين يعترف أنه وقف على قطعة الحاتمي فأغار على الشطر الثاني من مطلعها في قوله:

عللاني بوصلهم عللاني
 فنظم البيت التالي:
منياني بوصلهم منياني فأنا أكتفي بطيف الأماني (20)
 والسؤال الذي يطرح نفسه الآن كيف يتعامل مع هذا الموروث من الشعر ؟ لم يتجاوز شيخنا حدود اللياقة في تعامله مع محفوظه الشعري، فكان يمارس:
1. الغضب: وهو أن يأخذ الشاعر شعر آخر قهرا، والفرق بين السرق والغضب هو أن السارق يأخذ سرا، أما الغاضب فيأخذ جهرا تم أن السارق قد يغير فيما أخذه أما الغاضب فلا، ومن ذلك:
عودة أعياد يجئنا ضواحكا فبأي وجه جئت يا ميلاد(21)
من قول المتنبي:
عيد بأي حال عدت يا عيد بما مضى أم بأمر فيك تجديد
( نفس المعنى، نفس الاستفهام الإنكاري- توحد بعض المفردات – فهو لم يغير شيئا.)
2. توارد الخواطر: وهو اتفاق شاعرين معاصرين في المعاني، وكل الألفاظ أو أكثرها من ذلك:
جشموني قبل الأوان الفطاما فسلاما على الرضا ع سلام (22)
 مقتبس من مطلع قصيدة للشاعر الأديب الأستاذ عبد القادر حسن حين يقول:
سلب الدهر منك عشرين عاما فسلاما على صباك سلاما.
3. الإلمام: ويقصد به أخذ المعنى وبعض اللفظ في شيء غير قليل من الخفاء ومثاله قول محمد المختار السوسي:
لكني قلت الحقيقة عند من يدري من الشعر البليم هراء.(23)
 مأخوذ من قول المتنبي:
وهاجى نفسه من لم يفرق كلامي من كلامهم هراء
4. الاختلاس: وهو أخذ المعنى ونقله إلى غرض جديد مع العدول به عن وزنه وعن رويه وقافيته وهذا بالفعل ما وقع في البيت الموالي.
فأبيت ليلا نابغيا والكرى بالذكريات عن الجفون يذاد (24)
مختلس من قول النابغة الذبياني:
فبت كأني ساورتني ضئيلة من الرقش في أنيابها السم ناقع
 فبيت محمد المختار السوسي في غرض الغربة و النفي وبيت النابغة الذبياني في قصيدة يمدح فيها النعمان ويعتذر له، وبيت محمد المختار السوسي من وزن الكامل وروي الدال في حين بيت النابغة من وزن الطويل وروي العين.
5. السلخ: وهو مصطلح لضياء الدين بن الأثير في كتابه ” المثل السائر ” ويعرفه بقوله: ” هو أخذ بعض المعنى مأخوذا من سلخ الجلد الذي هو بعض الجسم المسلوخ” (25) ومنه عند المختار السوسي قوله:
وأنا أظن بأن كف يدي إلى تهلان قد شدت بكل مغار (26)
مسلوخ من قول امرئ القيس:
فيا ليت من ليل كأن نجومه بكل مغتر الفتل شدت بيذبل

 و لضيق الوقت، أكتفي بهذه النماذج وأترك المجال لقارئ فضولي يحكمه هاجس الرجوع بالأمور إلى نصابها…كان بإمكاننا أن نقول قال كذا وقد سبقه فلان إلى كذا فنغنم فضيلة الصدق، ونسلم من دعوى العلم بالغيب ونسبة النقص إلى الغير ولكننا لما وجدناه يقر بمصدر أخذه جارينا خطابه وتحاورنا بلغته.. ونطرح السؤال التالي: ما سبب تعدد النصوص الشعرية القديمة في شعر محمد المختار السوسي؟ لعلنا لا نخاف الصواب إذا أرجعنا ذلك إلى:
أولا: أن المغاربة لم يطلعوا على شيء ذي بال من الآداب الأجنبية وخاصة الشعر، وقد ظلوا لذلك يتحركون داخل نطاق الموروث الشعري العربي التقليدي، حركات آلية فيها من الانكماش بقدر ما فيها من التمدد، على الرغم من أن مجالات القول أمامهم كانت رحبة.
ثانيا:كثرة محفوظ الشاعر، فهو ممتلئ بنصوص غيره من فحول الشعراء، خاصة وأنه ينتمي إلى مدرسة” الافراني” التي تهتم بحفظ الشعر العربي القديم، وتعتبره ثقافة شبه إجبارية –كما سبقت الإشارة لذلك- فما يحفظه المرء يستقر في نفسه، فيكون بذلك الشاعر متعمدا أو غير متعمد، فالمعاناة تولد الاستحضار، والاستحضار ينجم عنه الاستظهار، مما يؤكد ترسخ النص السابق في ملكة الشاعر، من تم فكل ما يكتبه لاحقا لا بد أن تنتسخ فيه عناصر النص السابق(القديم).
ثالثا:إن القدماء وإن اشترطوا في المبدع نسيان ما امتلأ به من نصوص غيره، فليس ذلك لطمس معالم النص السبق بل الهدف هو تخزين هذا النص ليعمل لا شعوريا وعفويا في نفسية المبدع وينعكس في إبداعه…، وهذا بالفعل ما وقع لمحمد المختارالسوسي وإلا لصرنا أمام ظواهر مثل” المحاكاة “و”السرقة”وما شاكل هذا من الظواهر التي تنبهوا إلى سلبياتها وبينوا دونيتها…
تحت سقف هذه النتائج، نختم هذه العجالة بقولنا:قليلة هي الكتابات التي تناولت محمد المختار السوسي بالدرس والتحليل لذا نتمنى أن تكون هذه المداخلة قد أضافت لبنة إلى صرح هذا البناء، وندعو الباحثين المهتمين لمراجعة هذا الشعر وإعادة قراءته:لغة ووزنا وقافية وصورة شعرية حتى نسد ما به من ثغرات ونقوم ما به من اعوجاج.

الهوامــــــــش:

1. محمد المختار السوسي الإلغيات ج2 هامش ص 214.
2. محمد المختار السوسي الإلغيات ج 3 ص 146
3. المصدر السابق الإلغيات ج 1 ص 152
4. المصدر السابق الإلغيات ج 1 ص 79
5. محمد المختار السوسي الإلغيات ج 3 ص 131.
6. المصدر السابق الإلغيات ج3 ص 131
7. المصدر السابق ج1 ص 151
8. المصدر السابق ج 1 ص 104 -105
9. محمد المختار السوسي الإلغيات ج 3 ص 31-321-33-34
10. المصدر السابق الإلغيات ج 3 ص 147
11. المصدر السابق الإلغيات ج 1 ص 61
12. المصر نفسه الالغيات ج1 ص 61-62-63-64-65-66-67
13. محمد المختار السوسي الإلغيات ج 1 ص 70 إلى 75.
14. المصدر السابق ج 1 ص 69.
15. محمد المختار السوسي الإلغيات ج 1 ص 57.
16. محمد بن العباس القباج الأدب العربي في المغرب الأقصى ج 2 ص 63 ط 2.
17. محمد المختار السوسي الإلغيات ج 2 ص 204
18. المصاع: كالنضال وزنا ومعنى، البضة: الفتاة الرخصة الجسد الرقيقة الجلد العطبول: المرأة الجميلة الممتلئة، الإلغيات ج 1 ص 67.
19. محمد المختار السوسي الإلغيات ج 3 ص 132 –133
20. محمد المختار السوسي الإلغيات ج 3 ص 13.
21. محمد المختار السوسي الإلغيات ج 1ص 70.
22. محمد المختار السوسي الإلغيات ج1 ص 133.
23. محمد المختار السوسي الإلغيات ج3 ص 34.
24. محمد المختار السوسي الإلغيات ج1 ص 73.
25. ابن الأثير المثل السائر ج 3 ص 222 تحقيق: أحمد محمد الحوفي. ود. بدوي طبانة ط 1.
26. محمد المختار السوسي الإلغيات ج 1 ص 80. الحبل المغار: المفتول أشد الفتل.