مقدمة كتاب إيليغ قديما وحديثا

Home / المقالات / مقدمة كتاب إيليغ قديما وحديثا
مقدمة كتاب إيليغ قديما وحديثا

مقدمة كتاب إيليغ قديما وحديثا للفقيه العلامة الوزير سيدي محمد المختار السوسي

 بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه

 الحمـد لله الذي علم بالقلم، وصلى الله على خير الأنبياء، وعلى آله وصحبه وسلم.

أما بعد؛ فإن في نواحي سوي، وفي أدواره التاريخية، ما يستحق اعتناء خاصا، وإمعانا مستكشفا، فإنه قطر فسيح، له عمارة متصلة من أعرق الأزمنة، يسكنه هذا الجيل البربري، ثم لم يلبث بعد الموجة الإسلامية أن تحول بسرعة، فمازجت منه التعاليم الجديدة أشغفة([1]) لعلها لم تتفتح قبل لأية تعاليم أخرى تفتحها لتعاليم الإسلام([2])، ولعلها ذلك مما مازجه بالتدريج من أسر عربية غير قليلة، لا يزال غالبها إلى الآن معروفا، فلا ريب أن لها على الشلحيين([3]) السوسيين أيادي مستطيلة لمكانها من الاحترام من أجل تسربها تحت ظلال تلك التعاليم الإسلامية المستولية على سكان البلاد الأصليين، وطبيعي أن يكون لأبناء مؤسسي([4]) تلك التعاليم في نفوس معتنقيها إكبارا وإجلالا.

في سوس من قبائل العرب أسر كثيرة؛ كالمعافرة اليمنيين آل أكرامو([5]) السملاليين([6])، وآل القاضي أبي زيد التامانارتي صاحب «الفوائد الجمة»([7])، وكثيرين من صحراء سوس؛ منهم: خناثة زوجة([8]) مولاي إسماعيل، وكالأنصار الخزرجيين أو الأوسيين سكان بعض الجهات بسوس، وبعضهم في قرية كدورت في إسي، فهم أحفاد أبي أيوب الأنصاري دفين الأستانة([9]) وكالأدوزيين آل قرية تازونت، إزاء منازل العدانيين([10]) بمجاط، يقولون إنهم أبناء عكاشة بن محصن([11])، وهناك آخرون من إفران، وكالبكريينالتمليين القرشيين مثل الجشتيميين التمليين([12])، وآل الطالب إبراهيم الوفقاويين([13])، وآل أبلخير([14]) الإغشانيين -فيما يقال-، وأبناء سيدي محمد بن إبراهيم الشيخ([15]) التامانارتي، وأبناء عمومته اللكوسيين([16])([17])في أمانوز.

 

ومنهم: إد عزى الإفرانيون([18])، أسرة الإراني الشهير([19])، صاحب «الصفوة» و«نزهة الحادي»، وآل يعزى وهدا([20]) الساكنين في نواحي كثيرة بسوس؛ كآل تادرارت البعمرانيين([21])، كأناس من الصوابيين، ومن وادي سموكن: أسرة آل الطيفور([22])، وكأسرة الألياسيين([23]) الماسيين، وكالعمريين العدويين القرشيين([24]): كأبناء عمرو التاموديزتيين([25]) الباعقيلين، وكأبناء سيدي واساي([26]) الماسي، الذين منهم أسرة سيدي عبد الله بن داود بإسافن ن أيت هارون([27])، وكأسرة سيدي عياد السوسي([28]) بقرية طامازط بالمنابهة، وآل سيدي مَحمد بن ويساعدن([29]) بسكتانة. وكالعثمانيين الأمويين؛ كالفكرسيفيين([30])، وكالزيديين الأمويين القرشيين([31])، ويسكنون في إيسي، وفي إيغير ملولن، وفي المنابهة([32])، وفي غيرها، وكالشرفاء العلويين الهاشميين، وما أكثرهم: كالوكاكيين([33]) بسملالة، وكالأحكاكيين([34])، وأبناء عمرو من تاكانت أوكضيض([35])، وهم أبناء الأعمام في قعدد النسب، وكأبناء واسلام([36]) المنبثين في بعقيلة، وكالأغرابوئيين([37]) هناك أيضا، وكالسباعيين([38]) هناك أيضا في كردوس وفي غيره، وكآل أزاريف([39]) الحامديين العلماء، وكآل عبد الجبار([40]) التمليين، وكأحفاد سيدي محمد بن عمرو الأسريري([41]) المنبثين في تاغلولو بمجاط، وفي أغبالو بماسة، وفي إداوتنان، واوكدمت في جبل درن([42])، وكالكثيريين([43]) المنبثين حوالي جبل الكست، وفي هشتوكة، وفي تييوت([44])، وفي تامانار، وفي إشت([45])، وكالمزوارتيين الرسموكيين([46])، والتامراويين([47])، والانزاضيين، وبعضهم في تارودانت، وفي أقة، وكالوازازيين في وادي نون([48])، وكآل الحاج بلقاسم التيغشيتيين([49]) حول إلغ، وكأيت مَحمد التزنيتيين، وكآل عمرو الوجانيين([50])، وكأبناء سيدي سليمان من أباينو([51])، وقد انتشروا في أيت بعمران، وفي أزغار حوالي تيزنيب، وكآل سيدي سليمان بوتوميت، دفين إيكيسا([52])، وكأناس من ترايست بكسيمة([53]) إخوة الأغرابوئيين، كآيت بوودي من تصلمي، وكالخالديين في طاطة والفائجة.

وكثيرين غيرهم يحملون سمة الشرق، ويحفظون أنسابهم المتصلة، كما يوجد أيضا أبناء أعمامهم الجعفريين -رغم ما زعمه ابن خلدون من أنهم لم يدخلوا المغرب([54])– ككثيرين من إيلالن، وكسكان أساكا بإفران([55])، وإخوانهم الإسكينيين التمليين، وكآل علي بن يونس الإغشانيين([56])، وكبعض الجراريين، والإيسيين، والحامديين، والسموريين البعمرانيين، وكآل سيدي عبد الله بن مبارك في أقة([57])، وكبعض أهل تاسيلا الماسيين، كما يوجد أيضا -فيما يذكر- العباسيون، إن لم يصح ما ذكره ابن خلدون من عدم دخولهم إلى المغرب([58])، وكأبناء الزبير الأسدي القرشي في قبيلة أيت أسا([59])، وكأبناء عبد الرحمن بن عوف الزهري القرشي، وككثيرين غيرهم من أبناء العرب الذين لا يزال أحفادهم يتباهون بالنسبة العربية التي ينتسبونها.

وفي صحراء سوس تتموج القبائل العربية من بني هلال وغيرهم، ولا يزالون يحافظون على أنسابهم وعلى لغتهم إلى الآن، وأما في بحبوحة سوس، فلا يتكلمون فيها بالعربية إلا في أولاد جرار بضواحي تيزنيب، وإلا في قبائل تحيط بتارودانت([60])، وأما غالب هذه الأسر العربية الأصل فإنها تشلحت حتى نسيت لغتها، وأن لم تنس غيرتها العربية الدينية([61]).

لكثير من أبناء هذه الأسر تاريخ ظاهر في تقلبات سوس تعليما وتهذيبا وسياسة؛ فقد مرت منهم أسر لها شأن عظيم في حين من الأحيان، كالبكريين في تارودانت، أيام الدولتين الموحدية والمرينية([62])، أو كالقواد([63]) الذين ينبغون من كثير من هذه الأسر قديما وحديث في تاريخ سوس، ولكن لعل آل إيليغ التازروالتيين الشرفاء السملاليين الذين لعبوا في القرون الأخيرة أدوارا خطيرة في الميادين السياسية، نالوا مقاما لم يدركهم فيه أحد من أبناء الجاليات العربية الأخرى، فقد أثلوا سؤددا ومجدا، ورفعوا فوق غيرهم راية وفقوا في تقديمها بعض التوفيق.

وأهل إيليغ فريقان: سكان إيليغ القديمة، وسكان إيليغ الحديثة؛ فإيليغ القديمة اشتهرت بتطاول أهلها إلى الإمارة العامة، وإيليغ الحديثة ما علمت إلا بالقيادة الكبرى القبلية التي لها سطوة أي سطوة، لا يزال إلى الآن طنينها يرن في آذان السوسيين، كما كان لها بعض الاستقلال عن العرش المغربي، فلا تخضع له إلا خضوعا أدبيا دينيا من بعيد([64])، فكان لإيليغ بمجموع ما نالته قديما وحديثا شأن ليس لغيرها حتى الأسر التي تتلع عنقها للظهور في كل نواحي سوس.

حقا كان لها شأن، غير أن شأنها في مناضد التاريخ مكتوب ضئيل جدا، وما ذلك إلا من أجل التفريط المستولي على أطراف المغرب من قديم، فأداء لبعض الواجب؛ خصصت هذا الكتاب للبحث في موضوع «إيليغ قديما وحديثا»، ولا يعلم إلا الله ما كنت أعاني من الجهود بادئ ذي بدء، لعدم المراجع عدما باتا -لأن الموضوع لا يزال بكرا لم يتفرع بعد- ولعدم تطاول يدي كما أريد إلى كل ما أريد مما هو مظنة فائدة بين فوائد هذا المقام.

ثم لما تهيأ لي الموضوع بجميع أطرافه، وتذليل بعض أبحاثه، وأشرفت على ما ينيره بعض إنارة تتميز بها السبيل، وتتبين بها الأبواب، استطعت أن أمشي مشية مستقيمة، فأكمل ما يمكن أن أكمله من النقص الكثير الذي يحيط بالبحث في الموضوع على مقدار الطاقة، وهذا كله خير عذر أقدمه للقارئ الذي لابد أن يلمس بيديه نقصا غير قليل إذا ظهرت لعينيه، ثم شتى كلما سار فيه بالمطالعة وسبر بحوثه المتتابعة بمسبار التمحيص، ولكنني أزعم -وما أبرئ نفسي- أنني فتحت باب الموضوع على مصارعيه، وبحسبي أن  يخرج القارئ حتى يعرف عن «إيليغ قديما وحديثا» كل ما أعرفه، وذلك غاية متمناي، فإن فزت به فرت بغاية المراد. 

 



([1])    أََشْغِفَه: جمع شَغَاف، كسحاب؛ وهو غلاف القلب، يعني أن التعاليم الإسلامية مازجت قلوب سكان القطر السوسي، عَبَّر بالمحل، وأراد الحال.

([2])    من المعلوم تاريخيا أن البرابرة لم يتمازجوا قط مع أي أمة من الأمم التي احتلت بلادهم قبل الإسلام، بل إنهم كانوا يقفون منها موقف الحذر وتربص الدوائر، وكثيرا ما كانوا يعتصمون بجبالهم، حيث يعيشون من فوائد ماشيتهم وزراعتهم، ريثما تَحِين لهم الفرصة في أولئك المحتلين لينقضوا عليهم، فذلك شأنهم مع الفنيقيين، ثم الرومان، وثم الوندال.

         وليس في قضية كسيلة البربري التي أودت بحياة عقبة بن نافع الفهري، أي: مخالفة لما ذكر المؤلف من التمازج بين البربر والعرب، إذ الثابت في التاريخ أن كسيلة كان مدفوعا من طرف الروم.

([3])    الشلحيون نسبة إلى كلمة الشلحة: اللهجة البربرية التي يتكلمها أهل القطر السوسي، وهو إحدى اللهجات البربرية المتنوعة.

([4])    مؤسسها في القطر السوسي، وموطدوها فيه، وقد حفظ لهم ذلك مكانة مرموقة بين السوسيين إلى الأبد، فضلا عما هو مطوي في سجلات التاريخ مما يعرفه الباحثون.

([5])    أسرة سوسية مجيدة تتابع فيها العلماء والصلحاء، ولم يكن للعلم إذ ذاك انفصال عن الصلاح في سوس، وتوجد أخبارهم مفصلة في الجزء السابع من المسعول، ابتداء من صفحة 23، فمما فيه ما نصه: «وانتسابهم فيها هو المدون في تآليفهم ورسومهم إلى الإمام أبي بكر بن العربي المعافري دفين باب المحروق بفاس، والمتوفى عام 544هـ» إلخ، كما توجد باختصار في صفحة 324 من الجزء الثالث منه أيضا.

         إضافة من الناسخ:((وقد حقق أحد كتب علم من أعلام هذه الأسرة؛ هو الشيخ سيدي سعيد بن سلميان الكرامي (أكرامو) (ت.822هـ)، واسم الكتاب: «مرشد المبتدئين إلى معرفة معاني ألفاظ الرسالة» بكلية الشريعة بأكادير التابعة لجامعة القرويين، تحت إشراف فضيلة الأستاذ الدكتور الشريف مولاي محمد الطاهري، من طرف الأساتذة: الحدبيب الدرقاوي، محمد أشعيب، محمد بعود، ونوقش برسم السنة الجامعية: 2011/2012. والكتاب ينتظر الخروج إلى الساحة العلمية))

([6])    نسبة إلى قبيلة إدا وسملال، أي: آل السملالي؛ إحدى القبائل الكبرى بسوس، وقد أنجبت هذه القبيلة كثيرا من رجال العلم والفكر.

([7])    هو العلامة الجليل القاضي أبي زيد عبد الرحمان بن محمد بن أحمد بن إبراهيم المغافري الجزولي التامانارتي، نسبة إلى تامانارت التي في تخوم الصحراي المغربية، لا تامانارت التي في حاحة. قال في كتابه (الفوائد الجمة بإسناد علوم الأمة): «والمغافرة يسكنون جهة الجنوب من صحراء بلاد القبلة -الجهة الشرقية مما يلي التخوم السوسية نحو الصحراء-، وهم من بلاد فائجة تامانارت، ومعناها: الحد الفاصل، مأخوذ من منار القبر والفَدان -أي: الحقل-، لأنها الحد الفاصل بين الصحراء وبلاد التل، ومنها عبد الله بن ياسين».

                  وقد رباه أبوه على ما ظهر منه بعد ذلك من الصلاح والتدين، فقد علمه في صغره التوحيد ومعنى الشهادتين، وآداب العادات الإسلامية على نحو ما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم يقطة ونوما، وأكلا وشربا، وقياما وقعودا، وقال له: «كن فقيها وفقيرا، ولا تكن أحدهما فقط، فأحوال الفقهاء تنجيك مما في الفقراء من دعوى الصلاح، وأحوال الفقراء تنجيك مما في الفقهاء من محبة الدنيا»، وكذلك كان رحمه الله.

                  وقد انتقل والده بكافة أسرته إلى إحدى القبائل المجاورة لتارودانت، من جهة بابها المسمى: (باب الخميس)، وكمنتاكة وهركيتة وما جاورهما، من هناك دخل أبو زيد لأخذ العلم بتارودانت سنة 991هـ، وهو ما يزال ذا ذؤابة، وقد توفي أبوه وإخوته سنة 1007هـ بالطاعون الذي عم المغرب من 1005هـ إلى 1007هـ، قال: «ودفنوا بالمقبرة الجديدة التي على الجادة بالربع، أحد أحواز تارودانت»، وهذا لمكان غير معروف اليوم كما لا يعرف غالب الأماكن الذي ذكرها في كتابه المذكور؛ كحومة عيسى بن القاضي، والمسجد الذي ساق إليه بعض الناس الماء لينهدم كي يضيفه إلى حديقته، وداره هو، التي بناها، أو بنيت له، قبلة المسجد الكبير، وما بقي معروفا من ذلك قليل كباب الغزو، المعروف بباب (تارغونت)، ودار ابن الوقاد التلسماني بحارة الجامع الكبير، التي صحفت العامة اسمها دار أيت التليمساني -وأيت معناها: آل- إلى قولهم: (دار لمساني)، وكمدفن أبن الوقاد هذا بالمقبرة الصغيرة الملاصقة للمسجد الكبير من قبلته، وتسميها عامة أهل رودانة: المحراب، لأنها في اتجاه المحراب، ولأن منها يدخل خطيب الجمعة.

                  وكان أول أخذه بروادنة عن أستاذ وخطيب مسجد قصبتها؛ أبي عمران موسة بن أحمد التودماوي -نسبة إلى قرية تودمة بأيت صواب بالقطر السوي- الذي كان أستاذا للمنصور السعدي قبل ذلك؛ قال: «جئته لأقرأ عليه لوحي في (مورد الظمآن) فأبطأ معي حتى ارتفع النهار، قال ولده الأمين محمد ابن موسى: لما دخل قالت له أهله: ما الذي أبطأك اليوم عن غذائك؟، فقال لها: ورد علي اليوم غلام بلوحة يلي قضاؤ هذه المدينة تحت ثلاثة أمرء».

                  ونعرف من هؤلاء: شيخه أبا زكرياء يحيا بن عبد الله بن سعيد الحاحي، مصرخ زيدان بن المنصور السعدي الثائر، أبي محلي قتيل معركة كيليز سنة 1002هـ، فإنه لما ثار أبو زكرياء هذا أيضا على زيدان انتدب تلميذه أبا زيد التامانراتي لقضاء سوس التي قاعدَتها تارودانت، ولكن وقع بينهما نزاع على وفر أموال الأحباس التي كانت إلى نظر القاضي وحده، وأراد الأمير أن يصرفها إلى جنوده، فكان القاضي كلما ورد عليه أمر أميره بذلك أهمله، حتى أحس القاضي بالشر ففر من المدينة إلى قبيلة سندالة، ولعلها إذ ذاك كانت تابعة لمنطقة نفوذ بودميعة، فلما مات يحيا سنة 1035هـ، بعد أن ظل مطاها في رودانة 13 سنة، قام من خلفه من أهله إلى سنة 1039هـ، فعادت بودميعة، الذي بقي مطاعا فيها إلى أن مات سنة 1069هـ، أي: بعد وفاة التامانارتي بتسعة أعوام، إذ الظاهر أن موته كان سنة 1060هـ، لا سنة 1070هـ كما يقال، ولذلك فلا نعلم هذا الأمير الثالث لحد الساعة.

                  وقد كان المعروف من تآليفه هو «الفوائد الجمة بإسناد علوم الأمة»، ولكن وقع العثور أخيرا بالخزانة الملكية بالرباط على ديوان شعره، كما قال بعض المترجمين أنه له شرحا على لامية أحمد بن عبد الله الزواوي، التي أولها:

            الحمد لله وهو الواحد الأزلي                سبحانه جل عن شبه وعن مثل

                  وهو مترجم عند الإفراني في الصفوة، وعند الحضيكي في وفياته، وعند صاحب فهرس الفهارس الذي عده من كبار المحدثين.

([8])    هي خناثة بنت الشيخ بكار بن علي بن عبد الله المغافري، زوجة السلطان المولى إسماعيل، ووالدة ابنه السلطان المولى عبد الله، وجدة السلطان المجاهد الصالح سيدي محمد بن عبد الله، كانت على جانب كبير من الخيارة والتدين والمعرفة، لها اعتناء بالحديث ورجاله، وجد خطها بهوامش المجلدين الثالث والرابع المخطوطين من الإصابة لابن حجر، المحفوظ بالخزانة الملكية بالرباط تحت رقم 4952. كانت ثقة عند زوجها المولى إسماعيل، بحيث كان يعهد إليها بتحرير الرسائل التي يخفي أسرارها عن كتابه، وكان أهل الفضل والحياء الذي يأنفون من التراحم على أبواب الملوك يهرعون إليها للتشفع لهم في الملمات وقضاء المهمات، فكانوا يجدون عندها الاستعداد ما يطلق ألسنتهم بشكرها والدعاء لها.

                  ذهبت إلى الحج سنة 1143هـ، وصحبت معها حفيدها السلطان الأعظم سيدي محمد بن عبد الله، وهو إذ ذاك دون البلوغ، توفيت في 6 جمادى الأولى 1155هـ، ودفنت بروضة الأشراف البيضاء، فاس الجديدة.

([9])    هو الصحابي الجليل أبو أيوب خالد بن زيد ب كليب، إلخ، الأنصاري النجاري، من السابقين الأولين إلى الإسلام، شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم بيعة العقبة وغزوة بدر، ثم لم يتخلف قط عن الغزو في حياته عليه الصلاة والسلام ولا بعدها، ونزل الرسول عليه الصلاة والسلام في داره لما هاجر إلى المدينة حتى بنى مسجده وبيته، وكفاه بهذا شرفا، وتوفي رضي الله عنه في غزوة القسطنطينية سنة 52هـ، وقبره مشهور هناك.

([10])   نسبة إلى (أكوني إيعدان)؛ محل في شرقي أيت موسى، أحد أفخاذ مجاط، قال عنها المؤلف رحمه الله في صفحة 144 من الجزء 18 من المعسول: «قرية مر فيها علماء، وكانت فيها مدرسة قديمة تدرس فيها العلوم، وهذه الأسرة التي رفعت راية المعارف تنتسب -فيما يقول العدانيون- إلى عكاشة بن مِحْصَن الصحابي الشهير، ويقولون: إنهم أولاد قبيلة الأزد، وبهذا أخبرني الفقيه الحسين التيمكدشتي».

([11])   هو الصحابي الجليل عكاشة بن مِحْصِن الأسدي بن بني أسد بن خزيمة، شهد بدرا، وأبلى فيها البلاء الحسن، وانكسر سبقه فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم عرجونا أو عودا فصار بيده سيفا، شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة أحد، وغزوة الخندق، وجميع المشاهد، وعو المذكور في المثل المشهور: «سبقك بها عكاشة»، كان عمره يوم مات النبي صلى الله عليه وسلم أربعا وأربعين سنة، وقتل في حروب الردة، قتله طليحة الأسدي مدعي النبوة، وأبوه مِحْصِن بكسر الميم وفتح الصاد.

([12])   هم الأسرة السوسية العلمية الورعة المتقية التي تجل مناقبها عن الحصر، وكفاها شرفا أن منها شيوخ الإسلام الثلاثة: عبد الله بن محمد الجشتيمي، المتوفى في سبيل الحج سنة 1198هـ، وولده عبد الرحمن، المتوفى سنة 1269هـ، وولده الحاج أحمد بن عبد الرحمان، المتوفى سنة 1327هـ، والذي جاء مشتكيا في نازلة نزلت به إلى السلطان المولى الحسن بمراكش فبقي في بابه نحو السنة لا يستطيع الوصول إليه، ولكن لما اتصل به استبقاه لديه، واتخذه إماما لصلواته الخمس نحو السنتين، حتى صار يتشفع إليه بالقطع الشعرية أن يسرِّحه للرجوع إلى سوس، فسرحه أخيرا مبجلا مكرما؛ ولتراجع تراجم الأسرة كلها في الجزء السادس من المعسول، ابتداء من أوله.

([13])   توجد تراجم الوفقاويين والإيغشاميين في الجزء الثالث من المعسول.

([14])   توجد تراجم الأوبلخيريين (أيت وبلخير) ابتداء من صفحة 9 من الثالث من المعسول.

([15])   هو العلامة الصالح المصلج السني الجليل مَحمد -فتحا- بن إبراهيم الشيخ، لقب بالشيخ لما هو متفرغ له من العلم الإرشاد، توجد ترجمته الخافلة في الجزء السابع من المعسول، ابتداء من صفحة 11.

(17-[16]) توجد تراجم اللكوسيين والأمانوزيين في كل من الجزأين الثالث والسابع من المعسول.

([17])                               

([18])   كلمة (إِدْ) بكسرة الهمزة وسكون الدال؛ ومعناها: آل، فهي مثل كلمة (أيت) بفتح المهزة وإسكان الياء التاء، فهم آل الشخص المسمى عزى، ولذلك وصفهم المؤلف بالجمع في قوله: «الإفرانيون»، نسبة إلى إيفران سوس، لا إيفران ناحية مكناس؛ ومعناها: الكهوف أو المغارات، فهي جمع كلمة (إِيفْرِ)، بكسر الهمز، وأسكان الفاء، وكسر الراء، وتوجد ترجمة بعضهم في صفحة 57 من الجزء التاسع من المعسول، وكذلك في الجزء العاشر.

([19])   هو الأديب الكبير العلامة الجليل محمد لصغير بن الحاج محمد بن عبد الله الإفراني أصلا، المراكشي مولدا ونشأة، فقد جاء والده إلى مراكش فولد هو فيها، ثم أتم تعليمه في فاس، وتآليفه تنبئ عن غزارة علمه، ومنها: (صفوة من انتشر في أخبار صلحاء القرن الحادي عشر)، و(نزهة الحادي في أخبار ملوك القرن الحادي)، وأعظمها: (المسلك السهل في توشيح ابن سهل)، شرَح فيه توشيح الشاعر الأندلسي إبراهيم بن سهل الإسرائيلي الإشبيلي، فقد دل على طةل باعه وسعة اطلاعه، وكان من الفضل والخيارة بالمكانة التي أهلته إلى تولي الإمامة والخطبة بجامع ابن يوسف بمراكش، وقد كان حيا سنة 1155هـ، وتوجد أخباره في مقدمة كتبه، غير أن من كتبوها ينسبونه إلى بني يفرن، أصحاب الدولة المعلومة، وذلك خلاف الواقع، كما أنه مترجم (رحلة الوافد) و(الإعلام) للقاضي سيدي عباس بن إبراهيم المراكشي، وفي صفحة 205 من عاشر المعسول، وفي صفحتي 240 و249 من ثاني خلال جزولة للمؤلِّف، وتكلم عليه بروكلمان في الثاني من ملحقه.

([20])   هو العلامة الكبير الشيخ المجاهد يعزى وِهْدَي -بكسر الواو، وتسكين الهاء، وفتح الدال- ابن محمد بن موسى، أوصل الإمام محمد بن سعيد المرغيتي نسبه إلى أبي بكر الصديق، ولد بقصر يعقوب المنصور بمراكش سنة 646هـ، وتوفي سنة 727هـ، اتخذ زاوية في حدود الصحاء بأقصى الجنوب المغربي، وهناك دفن. توجد ترجمته وتراجم أهله في عاشر المسعول ابتداء من صفحة 241.

([21])   تَادْرَارْتْ: قرية في أيت بوبكر بأيت باعمران بالقطر السوسي، وقد نزحت إليها هذه الأسرة من أَفْلاَّوْكْنْسْ بباعقيلة (إدا وباعقيل)، وكان أصلها الأصيل من فكيك، وقد تكوّن منها علماء فضلاء كثيرون. فلتراجع تراجمهم ف العاشر من المعسول، ابتداء من صفحة 241.

([22])   يوجد بعض ما يتعلق بآل الطيفور في صفحة 193 من الجزء 9 من النعسول، وصفحة 265 من الجزء 11 منه، وفي صفحة 196 من رابع خلال جزولة.

([23])   هذه  أيضا إحدى الأسر العلمية الكبرى في القطر السوسي، وتوجد تراجمهم في المعسول ابتداء من صفحة 73 من الثامن عشر منه.

([24])   نسبة إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب العدوي، نسبة إلى جده السابع عدي بن كعب ابن لؤي القرشي.

([25])   هذه إحدى كبريات الأسر العلمية السوسية الحافلة برجال العلم وشيوخ التصوف، وكفانا أن منها العلامة الفقيه عمرو بن أحمد المتخرج بالونشريسي وابن غازي، والمشهور بالخطابة في رودانة، والإفتاء في كل القطر السوسي، حتى عرف بعمرو المفتي، وقد توفي بفاس سنة 968هـ أو 969هـ.

                  ومنهم ولده العلامة الفقيه النحوي العروضي الحيسوبي المنجم عبد الرحمان المشهور بالجراد، توجد تراجمهم ابتداء من صفحة 150هـ من ثامن المعسول، وفي الفوائد الجمة للتامانرتي عام 1316هـ، وتوجد ترجمته ابتداء من صفحة 5 من التاسع عشر من المعسول، وفي طبقات الحضيكي.

                  ومنهم الشيخ الجليل سيدي الحاج الحسن التاموديزتي، المتوفى عام 1316هـ، وتوجد ترجمته الحافلة من صفحة 5 من التاسع عشر من المعسول.

([26])   هو جد إحدى الأسر العلمية الصالحة بسوس، واسمه عبد الرحمان بن لقمان بن طلحة، إلخ، نسبه المتصل بسدينا عمر بن الخطاب، وهو مولود بمكة، ثم انتقل إلى رندة بالأندلس، ومن هناك عرف في بعض كتب التاريخ بعبد الرحمان الرندي، ثم انتقل إلى رباط ماسة، ولعله للرباط والجهاد، وتوفي هناك، ولا يزال قبره مشهورا، وهو من رجال القرن الخامس الهجري. ترجمته في صفحة 238 من الجزء 16 من المسعول، وصفخة 229 من ثاني خلال جزولة.

([27])   هو الرجل الصالح السائح المتجرد عبد الله بن داود بن سليمان، ينتهي نسبه إلى عبد الرحمان الرندي المذكور في الحاشية قبل هذه، وهو جده الحادي عشر، كان من رجال القرن الثامن الهجري. نرجمته في صفحة 242 من السادس عشر من المعسول.

([28])   هو عياد بن عبد الله المعروف بعياد السوسي، كان من الفضل والصلاح في طبقة الشيخ أحمد بن موسى دفين تازروالت، ومَحمد بن إبراهيم الشيخ المتقدم في الحاشية (15)، ومَحمد بن ويساعدن السكتاني الواورستي، وهو من الآخذين عن الشيخ سيدي عبد الكريم الفلاح، عن الشيخ عبد العزيز التباع، عن الشيخ محمد بن سليمان الجزولي، توفي في 8 رجب 983هـ. توجد ترجمته في الفوائد الجمة للتامانارتي المذكور في الحاشية (7)، وفي صفحة 185 من ثالث خلال جزولة وفي غيرها، فهو من أفذاذ المشاهير، وقبره مشهور بقرية تامازط من قبيلة المنابهة على نحو 35 كليومير شرقي تارودانت.

([29])   هو الشيخ الصوفي العلامة الجليل، من سكتانة القطر السوسي، تقصده المئات من الفقراء والطلبة والمساكين، فيقوم بكل ما هم في حاجة إليه، بل ويداوي مرضاهم بنفسه، ويقول: «من لأصحاب الأسمال والأوساخ بعدي»، من كراماته: نجاته من بطش المنصور السعدي عندما انتصر عليه وعلى محمد بن عبد الله المسلوخ في وقعة تينزرت، فرجع الشيخ إلى زاويته بسكتانة فكف عنه المنصور الذي كان من عادته أن يبطش بخصومة لأقل من ذلك، أخذ عن الفلاح عن التباع عن الجزولي، وهو مترجم في فوائد التامانارتي، ووفيات الحضيكي، وابتداء من صفحة 230 من الجزء الثالث عشر من المعسول.

([30])   هذه الأسرة الكرسيفية الأموية العثمانية من كبريات الأسر العلمية بالقطر السوسي، إن لم تكن أكبرها على الإطلاق، فقد قال الأستاذ محمد المختار السوسي المؤلِّف رحمه الله في الصفحة 43 من الجزء السابع عشر من المعسول في ترجمة سيدي إسماعيل بن أحمد بن بلقاسم، أول من ذكرهم من الكرسيفيين ما نصه: «ولم أعرف الآن في المغرب أسرة تسلسل فيها العلم أبا عن جد مدة زهاء ألف سنة إلا هذه الأسرة، والأسرة الفاسية بفاس التي عرفنا أول عالم منها من أةاخر القرن الخامس، وهذه مزية انفردت بها الأسرتان وحدهما».

                  ورأس علماء الأسرة الكرسفية هو أيو يحيا أبو بكر بن عمر بن نعمان، الذي تخرج في قرطبة بالأندلس، وحمل منها إلى القطر السوسي علما غزيرا خصوصا في التفسير والحديث، وقد توفي عام 685هـ، ودفن ببلده رحمه الله. ترجمته في صفحة 63 من السابع عشر من المعسول، إذ في هذا لجزء توجد جمهرة أخبار الكرسيفيين، وتفاصيل فرقهم ورجالهم، كما توجد أخبار أخرى عنهم مهمة في صفحات 249 و319 فما بعدها من الجزء الثالث منه أيضا.

([31])   هذه الأسرة العربية القرشية الأموية اليزيدية هي أيضا من الأسر العلمية الصالحة السوسية، نسبتهم هذه إلى يزبد بن معاوية بن أبي سفيان. وتوجد تراجمهم ابتداء من صفحة 255 من خامس المعسول، وابتداء أيضا من صفحة 160 من تاسعه.

([32])   مقرهم في المنابهة هو قرية تامازط، حيث مدفن الصالح عياد السوسي فكانوا قائمين بالتدريس في المدرسة المجاورة لضريحه. راجع الحاشية رقم (28).

([33])   نسبة إلى العلامة الصالح وكاك بن زولو بن أبي جمعة المشهور في التاريخ بأنه أستاذ عبد الله بن ياسين السوسي التامانراتي مؤسس الدولة المرابطية اللمتونية، وتلميذ أبي عمران الفاسي نزيل القيروان، الذي أرسل إليه يحيا بن إبراهيم الصحراوي ليبعث معه من تلاميذه من ينشر الإسلام في الصحراء، فكانت هذه المزية من حظ عبد الله بن ياسين المذكور.

                  وينتهي نسب وكاك إلى المولى إدريس بن إدريس إلخ، وذلك ثابت بما لا شك فيه، وهو من رجال (التشوف)، وقد توفي عام 445هـ، وقبره مشهور في (أكلو) بضاحية تيزنيب على سيف البحر.

                  وتوجد ترجمته وترجمة كافة فروع أولاده ومنازلهم، وترجمة تلميذه عبد الله بن ياسين ابتداء من صفحة 30 من الحادي عشر من المعسول، كما توجد أخبار بعض أولاده، ابتداء من صفحة 128 من الثامن منه.

([34])   تراجع فيهم أولا صفحة 402 من الثامن عشر من المعسول، ثم يرجع إلى مراجعة كل فرع من الفروع المذكورة في محله، كما يراجع في شأنهم كتاب (إيليغ قديما وحديثا) في عنوان: «من هو الشيخ سيدي أحمد بن موسى».

([35])   معنى (تاكانت) في العربية: الغابة، و(أكضيض) معناه: الطائر؛ أي: غابة الطائر، وأبناء عمرو الشرفاء المذكور أنهم منها. تراجع في شأنهم صفحة 402 من الثامن عشر من المعسول.

([36])   يراجع في شأن الواسلامين الجزء الثاني عشر من المعسول، ابتداء من صفحة 244.

([37])   تراجع تراجمهم الكثيرة في الحادي عشر من المعسول، ابتداء من صفحة 81.

([38])   الكلام على هؤلاء الشرفاء السباعيين كثير متشعب ومفيد ممتع؛ إذ هم علماء الفرسان، وفرسان العلماء، لا تفارقهم الأنفة والشمم الإباء حتى إذا تواضعوا، ولذلك نحيل القارئ على مراجعة أخبارهم في الاستقصا، أثناء الكلام على دولة السلطان المقدس سيدي محمد بن عبد الله بن إسماعيل الذي أوقع بهم وقعة كبرى شردهم بها إلى الصحراء.

([39])   هذه أيضا إحدى الأسر السوسية الكبرى العديدة الرجال في العلم والصلاح، وهي من الأسر التي ثبتت لها نسبة الشرف، وأما تراجم هؤلاء السادة الأزاريفيين فتوجد مفصلة في ثامن المعسول، ابتداء من أوله.

([40])   هو الشرف العلامة الصالح الجليل سيدي عبد الجبار بن إيكليد، دفين زاويته بأعلى وادي تيملت بفم تيزخت من قبيلة أملن بسوس، وهو مشهور باستجابة الدعاء عند قبره، هذا ملخص ما وجدناه عنه في صفحة 88 من السابع عشر من المعسول، وقد ظفرنا بترجمة في الجزء الثاني من طبقات الحضيكي.

([41])   سيدي مَحمد بن عمرو الأسريري اللمطي، من هل القرن السادس الهجري، وهو من أكابر الصالحين، مترجم في التشوف، وفي طبقات الحضيكي، وفي صفحة 189 من الثاني عشر من المعسول، كما أنه مذكور في كل من صفحي 15 و16 من ثاني خلال جزولة للمولِّف.

([42])   جبل (دَرن) يقصدون به الأطلس الجاثم بين مراكش وتارودانت، ويقول له السوسيون: (أدرار ن داران)، أيك جبل درن.

([43])   الكثيريون السوسيين شرفاء أدراسة، وهم أبناء عم كثيري فاس، استوطنوا جبال سوس أيام فرارهم من بني العافية، وقد تكون منهم فحول في الرئاسة والعلم، ومنهم العلامة الصوفي المفتوح على يده سعيد بن أحمد المتوفى عام 1269هـ، والمعروف عند السوسيين سيدي سعيد الشريف. توجد ترجمته في صفحة 304 من ثالث المعسول، وفي صفحة 221 من ثامنه، كما توجد تراجم كافة كثيريي سوس في صفحة 245 من تاسعه.  

([44])   (تِيُّوتْ): قرية بالقرب من تارودانت، وأهلها الذين ذكرهم المؤلف في صفحة 248 من تاسع المعسول، وذكر منهم القائد محمد بن إبراهيم في عرض كلامه على الكثيريين يقال لهم: أيت بلا، وما كان فيهم من السلطة على جبال إداوزدوت وإندوزال وما جازر ذلك إلى أقا وطاطة فإنهم كانوا زينة تلك الناحية بسبب اعتناقهم للطريقة التيجانية، وتفانيهم في القايم بأذكارها، وبسبب قيامهم بمدرسة أنشؤوها في قريتهم لحفظ القرآن ونشر العلوم العربية الدينية، فكانوا يعلمون فيها أولادهم، ويغدقون الخيرات على أساتذها وطلبتها، ويشجعون فيها القيام بالشعائر الدينية، وممن أنجبته من أولادهم العلامة الأديب إبراهيم بن الحاج أحمد، المتوفى بفاس حوالي سنة 1350هـ. راجع أخبارهم في الجزء 19 من المعسول، ابتداء من 215.

([45])   راجع عن اشت وعمن فيها من الكثيريين صفحة 27 من الثالث من خلال جزولة للمؤلف، وصفحة 260 من التاسع عشر من المعسول.

([46])   هذه أسرة أخرى كبيرة تتابع بها أفاضل كثير، توجد تراجمهم في ثامن المعسول، ابتداء من الصفحة 169.

([47])   هؤلاء التامراوريين نسبهم المؤلف إلى محل يقال له (تامرا)، وفيهم رجال أخيار. فراجع في شأنهم صفحة 190 من المعسول.

([48])   راجع في شأنهم صفحة 163 من عاشر المعسول.

([49])   راجع أخبار آل الحاج بلقاسم التيغشيتي هؤلاء في صفحة 16 من الثالث من المعسول.

([50])   توجد أخبار أيت مَحمد -فتحا- التيزنيتيين وأبناء عمومتهم آل عمو الوجانيين في صفحة 199 من الجزء الثالث من العاشر من المعسول.

([51])   هو الرجل البركة الشريف سيدي سليمان بن الحسن، وتراجع أخباره وأخبار سلالته وعمومته ابتداء من صفحة 274 من العاشر من المعسول.

([52])   هذا السيد من أفاضل أصحاب الشيخ سيدي أحمد بن موسى المتوفى 971هـ، ويعرف بسيدي سليمان بو توميت، و(بو) معناها: صاجب، و(توميت) هو الزميط، المسمى عربيا بالسويق، وسبب تكنيته بها أن شيخه سيدي أحمد بن موسى زاره فأضافه بها إمعانا في قهر النفس بإظهار حال الصوفية في عدم البخل بالموجود، وعدم تكلف المفقود، وقد نبه المؤلف الأستاذ محمد المختار السوسي تغمده الله برحمته في ترجمة سيدي سليمان بن الحسن المذكور في الحاشية 51 أن سيدي سليمان بو توميت هذا هو جد السيد مولاي الحاج الباعمراني المعروف في مراكش بهذا الاسم، والذي بنى مدرستين حرتين، وحبس عليهما كثيرا من أملاكه، وذلك في عنفوان أيام الاستعمار، (ولم يخش إلا الله فعسى أؤلئك أن يكونوا من المهتدين).  

([53])   توجد أخبار هؤلاء الشرفاء أهل تارايست من ضاحبة أكادير في صفحة 133 من الحادي عشر من المعسول، كما توجد في صفحة 71 من رابع خلال جزولة للمؤلف.

([54])   علق المؤلف رحمه الله في الأصل المخطوط على هذا المحل بقوله: «في كتاب طلعة المشتري في النسب الجعفري» للناصري مناقشة لابن خلدون فيما ذهب إليه من ذلك.

([55])   تراجع أخبار (آل أسكا) هؤلاء في صفحة 215 من الجزء 12 من المعسول.

([56])   هو الراجل الصالح علي بن يونس ابن عبد الله، ينتهي نسبه إلى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، يقال أنه سبب خراب مدينة (تامدولت)، فانظر ترجمته في صفحة 204 من ثالث المعسول.

                  و(تامدولت): مدينة قديمة بأقا في التخوم السوسية الصحراوية. وتوجد أخبارها في صفحة 86 من الجزء الثالث من خلال حزولة للمؤلف.

([57])   هو الشيخ الإمام عبد الله بن مبارك بن علي بن الشيخ الإمام مَحمد -فتحا- بن مبارك السوسي الأقوي، الذي جند جميع الإمكانيات السوسية لقايم الدولة السعدية لما شهد من تهديد البرغال وإسبانية بالاستيلاء على المغرب. كان الشيخ عبد الله بن مبارك أحسن وارث لجده مَحمد ابن مبارك، انتهت إليه الرئاسة بالشفوف في عهد المنصور السعدي، فكان لا يستعمل ذلك إلا في الخير، قال فيه تلميذه القاضي التامانارتي: كان «كامل الفضل، متين العلم والدين… شديد العناية بإحياء القلب وصفاء الباطن… كان مدار عبادته على المواساة وإطعام الطعام، وحضور الصلاة في الجماعة، وغصلاح ذات البين، وتعاطي الأسباب، وكان يؤثرها على التجرد لعموم نفعها…ينزل الناس منازلهم، ويسعى بنفسه وماله في قضاء حوائجهم، ويصابر في صفائهم، ويتحمل أذاهم… ويرى ذلك من أرفع المقامات في زمانه، قال: قرأت عليه صحيح الآثار للإمام ابن الجوزي، كتاب الشفا لأبي الفضل عياض، وكتاب المنهاج للغزالي، قراءة بحث وتحرير، وكان ينه على كثير من الأسرار والغوامض منها». ولد في ذي القعدة سنة 936هـ، وتوفي في 21 رمضان سنة 1015هـ. وقد أجمل المؤلف رحمه الله ترجمته في صفحة 173 من الثامن عشر من المعسول، وأورد هناك ما في فوائد التامانارتي بعض زيادات.

([58])   علق المؤلف رحمه الله في الأصل على ما هنا بقوله: «كان الثائر ابن أبي محلي يقول أن نسب أسرته يتصل بالعباس بن عبد المطلب».

([59])   قبائل متعددة ما تزال إلى الآن قائمة في تخوم الصحراء المغربية.

([60])   هي قبيلة هوارة في غربي تارودانت، وأولاد يحيا والمنابهة في شرقها.

([61])   المعروف عند السوسيين أن كل موضع تقطنه جماعة من الناس لابد أن يكون فيه مسجد، ولابد لكل مسجد من إمام ومؤذن ومعلم، ومن ميضأة يتوضأ فيها الناس بالماء الساخن لجميع الصلوات الخمس، وفيها بيوت للاغتسال به أيضا، ولا تخلو أية قرية من مسجد من هذا النوع، وربما كان في القرية الواحدة أكثر من مسجد، كلها مجهزة بموقد عليه قدر عظيمة من النحاس الأحمر، فيسقي الماء من بئر ويصب في مجرى، فإذا به يخرج في الميضأة ساخنا، وإن في تارودانت على صغرها وبعدها من العواصم أكثر من عشرين مسجدا من هذا النوع، ولكل أحباس تعوله، ومالا أحباس له، يقوم به سكان حارته، وكان في كثير من القرى أستاذان، واحد لتعليم القرآن وعلومه وقراءاته، والآخر لتعليم الشريعة والعربية.

([62])   علق المؤلف على ما هنا بقوله: «يراجع الجزء الساس من تاريخ ابن خلدون».

([63])   علق المؤلف على هذا المؤلف بقوله: «يراجع القواد السوسيون في متابنا (الرؤساء السوسيون)، والعلماء السوسيون في كتاب (سوس العالمة)، والأول من كتبه التي تركها بدون طبع، يسر الله من يطبعها».

([64])   إن أهل سوس منذ كانوا، وهم يعتقدون أن السلطان خليفة الله في الأرض، وأن علماءهم يرون أنه إذا انعقدت البيعة لأحد من الملوك فإن طاعته تصبح واجبة، هذا إذا كان السلاطين من عامة الناس كالمرابطيين والموحدين والمرينيين، وأما إذا كان السلطان من السلالة النبوية كما هو الحال في الأشراف السعديين رحمهم الله وملوكنا العلويين وفقهم الله، فإن الاعتبار والاحترام يزداد أن شأنهم للعترة النبوية والنسبة القرشية.