المختار السوسي عالم جليل في ضيافة البوليس (الحلقة الأولى)

Home / المقالات / المختار السوسي عالم جليل في ضيافة البوليس (الحلقة الأولى)
المختار السوسي عالم جليل في ضيافة البوليس (الحلقة الأولى)


لن أطيل على القارئ في التعريف بصاحبنا العالم العلامة سيدي محمد المختار السوسي 
الذي استضافته تنجداد إبان حملات البوليس الفرنسي التي شنها بالدار البيضاء بداية الخمسينات من القرن الماضي وجيء به الى معتقل تنجداد هو وزمرة من المقاومين،

ولد العالم الجليل في قرية “إلغ ” جنوب المغرب وهي قرية تبعد عن مدينة تيزنيت بحوالي 84 كم وذلك سنة 1319ه حوالي 1901م حفظ القرآن الكريم وأشهر المتون الفقهية والتحق بجامعة ابن يوسف بمراكش سنة 1919م وبجامعة القرويين 1923م ثم التحق بالرباط واتصل بالشيخ أبي شعيب الدكالي والمدني بن الحسني واخد عنهما، ثم اشتغل بتدريس الحديث والفقه والأصول والمنطق والأدب ثم انتقل الى مراكش حيث درس بالزاوية الدرقاوية بباب دكالة، وقد تضايق الفرنسيون من نشاطه السياسي ومواساته للفقراء والمعوزين من ماله الخاص، فنفوه الى مسقط رأسه “الغ” حيث لبث في منفاه سبع سنوات ثم سمح له بالعودة الى مراكش ،1945م نفي بعدها الى البيضاء ثم الى تنجداد ثم “أغبالونكردوس” حيث جمعته الأقدار بالمناضل المهدي بنبركة والذي يصفه في كتابه (معتقل الصحراء) (فهذا الشاب النشيط المغوار (يقصد بنبركة) هو كفرس امرئ القيس مكر مفر مقبل مدبر معا وذلك لأن روحا منه قوية لما تلق ما تتعالى إليه) وكان رحمه الله في هذا المعتقل يقضي جل وقته في تدريس اللغة العربية لبعض الوطنيين المنفيين ويمازحهم تطييبا لخواطرهم “خذوا العربية من شلحكم ” وبقي في المنفى الى سنة 1955حيث رجع الى الدار البيضاء، وفي عهد الاستقلال شغل منصب وزير الأحباس في حكومة البكاي الأولى، ثم عين وزيرا للتاج وللشيخ سيدي المختار تراث فقهي وتاريخي وأدبي ضخم ك “المعسول ” و”سوس العالمة “وديوان شعر يضاهي به فحول الشعراء. في الحلقة القادمة سنتحدث عن ” رحلته في منفاه القسري في تنجداد ” وكيف استطاب المقام وأحب هذه الأرض وما قال فيها من أشعار.

سعيد الخضار

المراجع : – كتاب في معتقل الصحراء
– جريدة التجديد
*مدينة تنجداد أو منطقة فركلة عبارة عن واحة تقع في إقليم الراشيدية جنوب شرقي المغرب