وفاء وإخلاص العلامة محمد المختار السوسي للعرش العلوي المجيد
رضى الله عبد الوافي المختار السوسي
التجديد : 31 – 03 – 2008
في غمرة احتفالات الشعب المغربي بالذكرى الخمسينية لرجوع الملك المفدى مولانا محمد الخامس طيب الله ثراه، وإعلانه استقلال المغرب العزيز، كان لزاما علينا أن نساهم في ذكرى هذا الحدث المجيد، وأن نخصص حلقة هذه السلسلة والتي تليها لاستكشاف علاقة والدنا العلامة محمد المختار السوسي بالعرش العلوي المجيد، ومدى إخلاصه ووفائه وارتباطه به، وسنورد هنا
بعض شهاداته في حق محرر البلاد وباعث النهضة فيها، مع الإتيان ببعض الوثائق التي ترمز لهذه الحميمية. إن المتتبع لمسار حياة العلامة محمد المختار السوسي، وخصوصا القارئ المتمعن، يدرك ما كان يشعر به من ثقل المسؤولية الملقاة على عاتقه وهو يريد أداء رسالته في الحياة موكلا على الله مؤديا واجبه نحو دينه ووطنه وشعبه، ومعتبرا أن المحافظة على كيان المغرب وذاتيته وثقافته من أوجب الواجبات، فعمل في حقل النضال الوطني مضحيا ومجاهدا ومدافعا عنه، وكان من المؤسسين الأوائل للحركة الوطنية (فاس ومراكش)، التي قاومت الاستعمار وحاولت حماية الوطن من الضياع والاندثار، مع التعاهد على العمل والاتفاق على التضحية، هذا كله مع كونه أحد أقطاب السلفية الكبار، الواضعين لأسس العقيدة الوطنية المغربية، زيادة على المساهمة في تأسيس الجمعيات السرية المناهضة لمخطط المستعمرين، وكان يوهم هذا الأخير أن الأعمال التي يقوم بها لا تخرج عن نطاق دينه وعقيدته وإن كان يقول أن لا علاقة له بالسياسة وإنما خلق للعلم ونشره، وهكذا عمل في إحياء التعليم العربي بإنشاء المدارس الحرة مع نشر الفكر الثقافي وتربية الشباب، وإيقاظ شعورهم مع زرع بذور الوطنية الحقة فيهم لجعلهم رجالا للمستقبل، مع تلقينهم الروح الحقيقية للإسلام، الذي يجعل منهم كتلة متحدة ضد الظلم والطغيان، وليغاروا على تراثهم وحضارتهم ولغتهم التي أراد المستعمر طمسها، وعندما أصبحت مدرسته بزاوية الرميلة بمراكش مقصدا للكثير من هؤلاء الشباب، صار المستعمر يدبر له المكايد ويفكر في إغلاقها، وعندما لم يقبل منه الوظائف التي عرضها عليه قرر نفيه، فتم له ذلك حيث تم اختطافه ونفيه إلى مسقط رأسه إلغ، وكان المستعمر يعتبره العدو الرقم الأول من سوس ويصرح بذلك (انظر الجزء التاسع عشر من المعسول ص: 202)، وعند نفيه لم تنكسر شوكته فعمل على إتمام رسالته الجهادية، فكان يتتبع أخبار المقاومين ويوجههم، وتحت أيدينا نماذج من بعض الرسائل التي كان يرسلها لهم سريا، خصوصا لأهل مراكش، وكان من أكبر أعماله وهو مقيم الإقامة الجبرية في منفاه أن عمد على إحياء التراث السوسي وألف آلاف الصفحات فيه، وعند رجوعه من منفاه إلى مراكش عاد إلى نشاطه المعهود، إلا أن الأحوال آنذاك لم يستطع أن يسايرها فاضطر في بداية الخمسينيات إلى التنقل إلى الدار البيضاء ومزاولة نشاط التعليم وإلقاء الدروس والعمل في السر إلى جانب مقاومي الدار البيضاء، وكان على اطلاع على كل كبيرة وصغيرة، وعند المرحوم سيدي عمر الساحلي الخبر اليقين، حسب ما دونه في مخطوطة مذكرته عن الكفاح، إلا ان المستعمر عمد مرة أخرى إلى نفيه مع ثلة من الوطنيين إلى معتقلي تنجداد وأغبالو نكردوس، وبعد مرور سنة ونصف عاد إل بيته في الدار البيضاء فانكب على مخطوطاته يهيئها وينظمها إلى أن حل فجر الاستقلال فانتقل إلى الرباط، وبدأ في المساهمة في بناء المغرب المستقل تحت ظل العرش العلوي المجيد. هذه بعض المحطات في مسيرة والدنا النضالية، ولا يمكننا في بضعة سطور أن نلم بكل جوانبها فإن ذلك يحتاج منا إلى مئات الصفحات، وإنما أتينا بكل هذا لنبرز أعمال والدنا الجسيمة، وأنه ما عاش إلا لربه وشعبه، وأن وطنيته نابعة من دينه، وأن الوفاء والإخلاص وطاعة أولي الأمر من تربيته وأخلاقه الإسلامية التي تربى عليها، ومنجزاته وأعماله شاهدة عليه، وسجلت له بمداد من الفخر والاعتزاز في صفحات التاريخ. وفي الختام فإنك يا قارئنا العزيز سنتركك مع هذه الصفحة وما جاء فيها لتستشف منها وتعرف وتعلم ما يكنه العلامة محمد المختار السوسي للعرش العلوي المجيد، وان تدرك بنفسك العلاقة الحميمية التي كانت بينه وبين محرر مغربنا العزيز المغفور له مولانا محمد الخامس طيب الله ثراه. رضى الله عبد الوافي المختار السوسي المكلف بنشر تراث والده للاتصال: 070469751 وفاء وإخلاص العلامة محمد المختار السوسي للعرش العلوي المجيد عهـــد المغفـور لــه مولانـا محـمد الخامـس في إطار الذكرى الخمسينية لاستقلال المغرب، فإننا سنبين في هذه الحلقة وفاء وإخلاص العلامة محمد المختار السوسي للعرش العلوي المجيد، بوصفه أحد القادة المضحين الذين ساهموا في استقلال المغرب، وسنركز في حلقة اليوم على علاقته الحميمية مع محرر البلاد المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه، مبينين ذلك ببعض الشهادات والوثائق. نص خطبة الجمعة التي ألقاها العلامة محمد المختار السوسي أمام المغفــور له محمد الخامس بأحد مساجد مراكش في أيام تدشين مدارس ابن دغوغ عريضــة أهــــل مراكش عند نفي العلامة محمد المختار السوسي نص عريضة الاحتجاج التي رفعها أهل مراكش إلى جلالة السلطان الملك الراحل مولانا محمد الخامس بعيد اختطاف ونفي العلامة محمد المختار السوسي من مراكش إلى مسقط رأسه إلغ. صاحب الجلالة المحبوب: نحن أصحاب الإمضاء أسفله، نرفع لجلالتكم بواسطة مبعوثينا خبر الاستياء الموجع الذي يخيم على جميع الطبقات الاجتماعية، منذ نفي الأستاذ الصوفي، والفقيه الورع سيدي محمد المختار السوسي. حقا إنه ياصاحب الجلالة لحادث عصف بطمأنينة الناس، وأخل بهدوئهم إخلالا، ومس الامة في شعورها الديني المقدس، ولقد نفي الشيخ فذهب الجميع في سبب هذا النفي كل مذهب، من غير أن يوفق أحد إلى معرفة السبب الحقيقي المباشر الذي حذا بالإدارة إلى أن تتصرف مثل هذا التصرف، مع شخص يبث في ظل الحياد التام، مبادئ الدين الحنيف ـ معبرين عن رغبة مختلف طبقات الامة ـ نطلب احترام الشعور الديني العام، وإرجاع المنفي إلى داره ليتابع خطته الدينية. وتقبلوا ـ ياصاحب الجلالة المعظم ـ دعواتنا لعرشكم بالنصر والتأييد. التوقيعات… (العدد الأول جريدة المغرب 16 ـ 4 ـ 1937م) بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه الحمد لله الذي أضاف المساجد إلى نفسه تشريفا لها وتعظيما، وحبا المجتمعين فيها للعبادة والتعلم شرفا وتكريما، واعدا بناتها وعمارها خيرا وفضلا ونعيما، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، منقذ البشرية من الجهالة، وصارفها بالحق المبين من ترهات الضلالة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خلق الخلق بهدى، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، دعا الناس لما يحييهم، وحررهم من الردى، صلى الله عليه وعلى آل بيته الأطهار، وصحابته الأخيار الأبرار، وتابعهم بإحسان، وسلم كثيرا إلى يوم الدين. أما بعد: فيا أيها المسلمون، إن لما يمتاز به دين الإسلام على غيره من الأديان أنه دين وسط، يجعل للرب من نشاط المرء حظا، كما يجعل للإنسان من نفسه حقا، وانه اهتم بشؤون الدنيا مثلما اهتم بشؤون الآخرة، يقول الله تعالى: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم:(ليس خيركم من ترك دنياه لآخرته، ولا آخرته لدنياه)، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحرص الناس على تحقيق مقاصد الإسلام، وتفهيم الناس حقائقه، فكان شغله الشاغل تأسيس المساجد التي من مطية السعادة الأخروية، ونشر العلم الذي هو فاتحة كتاب السعادة الدنيوية، وقد نهج نهجه خلفاؤه الراشدون، وفي مقدمتهم ملوك هذه الديار المغربية، فكم شيدوا من مساجد وبنوا من معاهد، وأنفقوا على عماراتها وتعبدها كرائم الاموال، وهاهوذا العبد الصالح المضحي في سبيل دينه وأمته بنفسه ونفيسه، إمامنا وملكنا سيدي محمد الخامس يسير في اثر السلف ويقتدي بهم، بل يفوقهم في العناية برعيته والحدب عليها، والسعي المتواصل لتحقيق السعادة لها، فجزاه الله من ملك عادل، وعالم عامل، أحيى النفوس بالدين، وانار العقول بالمعرفة، قال الله تعالى: فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين لينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون، واخرج الإمام مسلم في صحيحه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(من سلك طريقا يلتمس منه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة، ومااجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده)، نفعني الله وإياكم بالقرآن المبين، وهدانا جميعا صراطه الواضح القويم، وغفر لي ولكم ولجميع المسلمين، آمين، والحمد لله رب العالمين. üüüüüüüü الحمد لله على آلائه، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، صفوة رسله وأنبيائه، وعلى آله وأصحابه، وأشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل عليه وعلى آل بيته وأصحابه، صلاة وسلاما يدومان بدوامه. عباد الله: إن الله إذا لطف بأمة جعل لها ملكا حكيما، وراعيا كريما، ينظر في مصالحها، ويهديها سبل رشدها، وقد أنعم الله على أمتنا المغربية بإمامة ملكنا المحبوب، وإمامنا المتمكن حبه في سويداء القلوب، ماحي عهد الطغيان الدامس، ومجدد رسوم المجد الدوارس سيدنا محمد الخامس، اللهم أعز به الإسلام في هذه الديار، وأعل بملكه لها منار المجد والفخار، وكن له وليا ونصيرا في الحل والترحال والحركة والاستقرار، اللهم وفقه للخير واعنه عليه، وحقق له من الرغائب ما يطمح إليه، وقرب منه كل بعيد، ويسر له كل عسير، إنك على كل شيء قدير، اللهم أمد في حياته، وأصلح له في أمله وذريته، وبارك له ولشعبه في سمو ولي عهده، وإخوته الاماجد الكرام. اللهم كن للمسلمين حيث كانوا، وخذ بيدهم نحو العظمة والعزة، وأبعد عنهم كل سوء، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا، ربنا إنك رؤوف رحيم. أقول ما تسمعون، والله المستعان على نفسي وأنفسكم، وهو حسبي ونعم الوكيل، والحمد لله رب العالمين. نص خطاب صاحب الجلالة الملك الراحل محمد الخامس عند تنصيب الوزراء اعضاء مجلس التاج بالرباط(29 أكتوبر 1956م) الحمد لله أيها الوزراء أعضاء مجلس التاج المخلصون: إننا تبعا للخطة التي أخذنا على نفسنا السير عليها في توطيد أركان الدولة، وتزويد جهازها بمؤسسات تسندها وتشد أزرها، قد رأينا أن نؤسس لدى جنابنا العالي بالله مجلسا للتاج، لا ستشارته كلما جد داع واقتضى نظرنا ذلك، وغير خاف أن هيأة توكل إليها هذه المشورة، لابد أن يكون اعضاؤها على جانب من الحنكة والتجربة والخبرة بأحوال الأمة والاطلاع الواسع على شؤونها هذا، إلى حصافة الرأي وبعد النظر، ونظرا لماعهدناه فيكم من استجماعكم لهذه الأوصاف، ولما نعرفه فيكم من نزاهة وإخلاص للعرش، وغيرة وطنية ووفاء لجنابنا الشريف، فقد وقع اختيارنا عليكم لتكونوا من بين الأعضاء الاولين لهذا المجلس، الذي نعده من المجالس المحدثة ذات اأاهمية الملحوظة في جهاز الدولة، ونحن على يقين من أن عملكم في هذا المجلس سوف يكون وفق ما نرتجيه من دوام السهر على مصالح العرش، وما يجب له من حرمة ووقار، والحرص على سلامة كيان الدولة ومصلحة الوطن العليا. ونحن إذ نسند إليكم هذه المهمة بتنصيبكم اليوم نتمنى لكم كامل التوفيق راجين من الله أن يهدينا وإياكم سبيل الرشاد. شـــهــــــادات مختــاريــــــة هذه نماذج من بعض ماكتبه العلامة محمد المختار السوسي في حق محرر البلاد وباعث النهضة فيها المغفور له مولانا محمد الخامس، وهي ذات دلالات عميقة ومعاني ذات رمزية عالية، وشهادات تنم عن مدى حبه وإخلاصه ووفائه للعرش العلوي المجيد: …. كنت لما سرحت نهائيا إلى الحواضر من ذلك النفي… زرت المعتلئ على العرش، مفخرة هذا الجيل، ومحيي الرفات من المغرب/ والنافخ للروح في هذه الأمة، التي مضى عليها ردح من الدهر وهي في سبات عميق، سيد ملوك هذا العصر، والدرة اليتيمة في جيد الشرف الصميم، سيدي محمد بن يوسف، خلد الله اعماله في الصالحات، فكان أول ما قابلني به: أتدري أن ليس لي في قضيتك أي يد؟ فقلت: حاشا مولاي أن تمتد يده إلا في الصالحات، وهذا لا يمكن أن يتوهمه متوهم في هذا الجانب العظيم… هذه هي المرة الأولى التي اجتمعت فيها بالملك المحبوب، وذلك بعد أن عرف عني الكثير الطيب الذي تفضل الله به على عبده، فنشره في ألسن المتحدثين، ونطلب الله أن نكون على وفق ما يتحدث به هؤلاء الذين يحسنون بأمثالي الظنون…. üüüüüüüü … فكل إمام مثل إمامنا هذا يلقى دائما دروسا فذة من ديانته المتينة، ومن ثباته في الصدمات، ومن رباطة جأشه في الأزمات…… إن مثل ذلك الإمام لإمام عظيم، بمثله تتباهى القرون وتزدهر الأقطار، أفلا يجب علينا ونحن مغمورون بحبه وإكباره ان نقتفي آثاره….. üüüüüüüü …. ومن يتوكل على الله فهو حسبه، ومن لا يتخذ ناصرا إلا الله فأحرى به أن يكون منصورا، ومن يجهل منا ماقاله محمد بن يوسف لبعض الطغاة وقد سأله : على أي شيء يعتمد حين طلب الاستقلال سنة 44 فأجابه: لا أعتمد إلا على الله، فكان ذاك الطاغية يتندر بذلك دائما، ويقول إنني مانفضت منه يدا إلا يوم سمعت منه أنه لا يعتمد إلا على الله وحده….. üüüüüüüü …… من هو هذا الإمام الذي أسعدنا الله به فتزحزح عنا ببركة صموده وتضحيته ما تزحزح من أصفاد وأغلال ما كانت لتنفك حلقاتها عنا لولا قوة إيمانه بالله، أوليس أن هذا الرجل العظيم تشبع بدين جده، وأشرب مبادئه التي طلعت على العالم منذ أربعة عشر قرنا، فقلبت أوضاعه كلها من باطل إلى حق، ومن نفوس منهارةإلى عزائم فولاذية، جاهدت في كل نواحي العالم حتى صارت كلمة الله هي العليا، فمن أراد أن يعلم كيف تفوز العقائد وتنتصر المبادئ فليقرأ سيرة جده سيد المرسلين أمس، وما يزال اليوم من حفيده إمامنا هذا الذي جعل سيرة جده بين عينيه، وإذا ساءل فرد نفسه كيف يصرع الحق الأعزل الباطل السالم، أو كيف يدغمه، فلن يجد جوابا شافيا إلا في سيرة ابن عبد الله، أو في حياة كل من يقتدي به كزعيم نهضتنا، حفظه الله وهداه دائما إلى سواء السبيل…… üüüüüüüü …… عندنا ـ ونحمد لله على ذلك ـ ملك يحبه الشعب لا لكونه ملكا فحسب، بل لكونه أيضا صالحا مؤمنا، عارفا ما يعرف الطبيب النطاسي من مريضه، كما عندنا شعب متدين لا يريد بدينه ولا بمقوماته بديلا، وهو الذي شايع ملكه في التضحية، وشاطره في المحنة، أفمن كان فيهم مثل هذا الملك الصالح، وهذا الشعب الصالح، وتهيأ لهم الوقت الصالح للالتفات حول مبدإ به سدنا أمس، وبه التأم شملنا اليوم، فأنا لا يكونون كلهم صالحين……… üüüüüüüü ….. ولك الذي يثلج الصدور ويقوي الأمل، مانراه على عرشنا الخالد من مثل أعلى في المحافظة على كل ما ورثناه عن سلفنا الصالح، وهذا سر من أسرار الإمامة في الإسلام فإن الله يزع بالسلطان ما ل ايزع بالقرآن، فكل إمام مثل إمامنا هذا يلقى دائما دروسا فذة من ديانته المتينة، وديموقراطيته العجيبة، ومن ثباته ورباطة جأشه، ومن اعتنائه بتثقيف الأمراء أشباله البررة، ومن الإنفاق على المشروعات من كنوز أسلافه المدخرة، ومن غيرته على دين جده، وعلى مآثر أسلافه، إن مثل ذلك الإمام لإمام عظيم، بمثله تتباهى القرون وتزدهر الأقطار، فكل أعماله الفذة أسس الفلاح لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد. أفلا يجب علينا ونحن مغمورون بحب إمامنا هذا وإكباره، أن نقتفي آثاره كلها قدما بقدم، فنكون مومنين بالله، مخلصين له الدين حنفاء، لا نمل من العمل الصالح في كل ميدان…… üüüüüüüü …….. اللهم وفقنا لكل خير، وافتح لنا كل باب، واجمع بين القلوب تحت رعاية من انتخبته لنا العناية، أمير المؤمنين، المتربع على عرش القلوب، مولانا سيدي محمد بن يوسف، الله انصره نصرا مؤزرا، وأقر عيننا وأعينه بأنجاله الكرام البررة، واجعله للمتقين أئمة….. همزية للعلامة محمد المختار السوسي يهنئ بها الملك الراحل سيدي محمد الخامس بشفائه وهو إذ ذاك بإحدى المصحات برباط الفتح شفاء فيشفي الشعب من بُرحائه فأنت لهذا الشعب قطب رجائه فما انت يامولاي للشعب كلما أصيب بداء غيرُ عين دوائــه أمولاي في بهو الصحة وحده وكل قلوب الشعب تحت سمائـه فكل فتى في الشعب ود لو أنه تحمّل عنكم فاستقل بدائــــــــه فثق ياملاذ الشعب أن جميع من تراهم حيالَ العرش رهن فَدائه فقل ليستمع فالشعب شعبك حزنه بإخلاص ماشاهدت منذ ولائه ومُر يأْتمر شعبٌ يُنفّذ كل ما تشير به حينا وإن بدمائـــــــــه يراك لدنياه وللدين معقلا حصينا ونورا يُهتدى بضيائــه يرى فيك من ضحَّى فأنقذ بعد أن كوى شعبه استعمارُه بدهائـه أعدت له عهد الحياة وذدت عن حماه عدوّا لجّ في غلوائــــــه أعدت له استقلاله فانتشلت ما تداركته من دينه بذَمَائــــــــــــــه فعجز ماتوليه للشعب كل من يحاوله بالوصف مِن شُعرائه جلائل اعمال تُوالِي وكيف لا يُقصر وصف الشعر من فُطحائه فعافية مولاي تكسوك مُطرَفا يُرى شعبُك المحظوظ تحت ردائه فنُضحي قريبا بين شعبك مُشرقا على العرش تحت التاج في وزرائه نص القصيدة التي أنشأها العلامة محمد المختار السوسي بمناسبة وضع الحجر الأساسي لمدارس ابن دغوغ بمراكش أمام المغفور له محمد الخامس بوصفه رئيس اللجنة المكلفة والمشرفة على المشروع أديت للمغرب الأقصى الذي وجبا يامن رأى الشعب في أيامه عجبا مازلت مولاي مُذ توِّجتَ تحفزه إلى استعادة مجد ضاع أو سُلبا كل الملوك لهم في ملكهم ارب وأنت تجعل هذا وحْده الاربا دريت في العلم ماتدريه فاتخذت كفاك للشعب منه معقلا اشبا أعلنت رأيك بين الشعب تندبه للعلم حتى استفاق الشعب فانتدبا نبَّهتَ للعلم من أبنائه همما قعساءَ مانشبت ان اقبلت خببا فجرت بين يديهم في المعارف من معاهد ظلت في تشييدها عُبُبا فأصبح العلم سلسا لا يضيق به نشء إلى كل علم بات ملتهبا والعلم أهبة أهل العصر قاطبة وكيف ينصر من لم يتخذ اهَبَا üüüüüü مولاي مرحى فهذا الشعب أدرك ما إليه مولاي يَرمي كلما خطبا دالت ـ أبا النهضة الغراء ـ دولة ما قد كنت من سروات الشعب مرتقبا فالشعب هب إلى التعليم يجعله في كل تفكيره في عيشه القطبا يعطي الملايين فيه كل مقتصد مابض قط بسنتيم ولا كرَبا تسابقوا رغبا في رفع أمتهم وكيف يجدي عطاء لم يكن رهبا فهذه فاس والبيضاء أدركتا في ذاك أعلى مقام طاول الشهبا وذا الرباط وما ادراك ماهو وقد جلَّى فأحرز في ميدانه القصبا واليوم دقت من الحمراء ساعتها فجاء اعظم دور طالما ارتُقِبا لبت نداءك يامولاي تلبية أدت لمولاي فيها بعض ماوجبا فكل أبنائها الأبرار قد بذلوا مولاي في جنبك الإخلاص فالنَّشبا دم للمعارف يامولاي تنشرها في الشعب حتى يبذ العُجم والعرَبا عريضـــــة مراكــــش إلــــى جلالـــة السلطـــــان مولانــــــا محمـــــد الخامــــــس يظهر في صورة هذه العريضة توقيع العلامة محمد المختار السوسي(باسمه) ضمن الموقعين لها، وقد قدمت هذه العريضة في رابع ذي الحجة 1352هـ ـ 20 مارس 1934م، تطلب إنشاء جمعية خيرية إسلامية مستقلة عن تدخلات البلدية المراكشية نظير الجمعية الخيرية الإسلامية الرباطية، وهذا نصها: الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما. بعد تقبيل الأرض بين يدي سيدنا ومولانا الإمام، أدام الله عزه للانام، فلينه لعلم مولانا دام علاه ان اهل مراكش خاصتهم وعامتهم، أوفدوا لأعتابكم الشريفة عشرة منهم ليقدموا لجنابكم المعتز بالله طلبهم في تمشي قوانين الجمعية الخيرية الإسلامية الرباطية بمراكش، لكون أعمال الجمعية الرباطية المذكورة نجحت وظهرت أعمالها للعيان، وقد حصل أهل مراكش على مساعدة الباشا المحبوب المخلص السيد الحاج التهامي المزواري، بعدما درسوا معهم قانون الجمعية الرباطية، وقرروه معهم، ووافقوا عليه بعد تنقيحات قريبة، وعينوا يوم الانتخاب، وحضل المجلس العام المشتمل على جم غفير من علماء وقضاة وأشراف، وغيرهم من كل حيثية، وحضر بوسطهم سيادة الباشا، الذي هو الرئيس في الجمعية، ولما ارادوا الشروع في الانتخاب، قام رئيس البلدية الذي كان حاضرا معهم، وتعرض على ذلك زاعما أن عنده أمرا من المراجع العليا، بأنه لا يقع انتخاب إلا بعد أن يقبل الجمع العام بأن يكون رئيس البلدية هو الذي يصادق على ميزانية الجمعية المذكورة، ويراقب أعمالها، فتعذرت الأمور من أجل ذلك، أما أولا: حيث إن الصدقة أمر ديني لا تتوقف أعماله على مصادقة رئيس البلدية، وثانيا: حيث إن الجمعية إذا لم تكن حرة في أعمالها، والحالة أن الضعفاء عمروا طرق المدينة في حالة محزنة لا تقبل التأخير لمساعدتهم والإحسان إليهم، ولهذا نضرع لمولانا ونرجو أن يرفع عنا هذا التعرض، ويفكنا من هذا التقييد لإغاثة إخواننا الضعفاء بمديد المساعدة، حتى تكون أعمال جمعيتنا كجمعية الرباط حذوا بحذو، ولمولانا واسع النظر والسلام… في 14 قعدة الحرام 1352هـ ـ الإمضاءات ـ نقلناها من مجلة السلام التطوانية نشرتها عام 1934