دور محمد المختار السوسي
في تأصيل وتطوير المدرسة العلمية العتيقة·
أ.د محمد خليل
أستاذ باحث
تعتبر المدرسة العلمية العتيقة[1]، رمزا للأصالة العربية الإسلامية في المغرب، وبرهنا على ما للعبقرية المغربية ـ على مر العصور ـ من حرص شديد على العلوم العربية، وعلى الثقافة الإسلامية، كذلك أن المغاربة كانوا ـ على امتداد تاريخهم الإسلامي العريق ـ حريصين على إنشاء هذه المدارس في مختلف المناطق: في الحواضر والقرى على السواء، وعلى رعايتها بشتى الوسائل. سواء من حيث الدعم والرعاية اللذين كانا لهذه المدارس من قبل ملوك المغرب عبر مختلف الحقب التاريخية، أو من حيث التسيير والتمويل والصيانة وغيرها مما كان الأفراد والجماعات يولونه لها، حتى تؤدي رسالتها التربوية والعلمية والفكرية على أحسن وجه[2] .
وهكذا واصلت المدرسة العلمية العتيقة أدار رسالتها هذه، تلقن لتلاميذها مختلف العلوم الدينية: كالتفسير والحديث والفقه. واللغوية: كالنحو والصرف والبلاغة. إضافة إلى مختلف فنون الأدب وباقي العلوم الدقيقة: كالفلك، والرياضيات والطب… إذ أن المئات من علماء المغرب المشهورين عبر مختلف العصور يعتبرون خريجي هذه المدارس المنبثة في مختلف جهات البلاد قديما وحديثا[3]. فحافظت بذلك ـ وما تزال ـ على هذه المكانة، مما جعلها بأن تنال لدى الدارسين والباحثين ما تستحقه من عناية تستهدف تخليد أمجادها، والتعريف بأياديها البيضاء، دينيا وثقافيا ووطنيا.
وتحقيقا لجزء من هذه الغاية، أرجو أن يوفق هذا البحث في إبراز دور محمد المختار السوسي (1318 ـ 1383هـ / 1900 ـ 1963م.) في كونه يعتبر في مغربنا الحديث:
1 ـ نموذج التلميذ الذكي العبقري خريج المدرسة العتيقة.
2 ـ نموذج الأستاذ النبيه الموفق في تكوين أفواج التلاميذ العالمين والعاملين، وذلك من خلال المدرسة العتيقة.
3 ـ نموذج المجاهد المناضل في سبيل توسيع وتطوير المدرسة العلمية العتيقة.
4 ـ نموذج الباحث المؤرخ الذي خصص للمدرسة العتيقة قسطا وافرا من كتاباته ومؤلفاته.
***
1 ـ التلميذ العبقري المتخرج من المدرسة العلمية العتيقة:
كان التعليم الذي تلقاه العلامة محمد المختار السوسي، تعليما تقليديا صرفا. وكانت المدرسة العلمية المغربية العتيقة المكان الوحيد الذي تلقى فيه تعليمه، والمنهل الوحيد الذي نهل منه ما استطاع به أن يحتل مكانة بارزة في كثير من المجالات الفكرية والعلمية، والأدبية والوطنية، مما لا يسمح هذا الحديث بتناوله[4].
وقد تعددت المدارس العتيقة التي تلقى فيها صاحبنا دراسته بتعدد المجالات المعرفية والعلمية التي برز فيها، وتنوعت بتنوع المناطق الجغرافية التي توجد فيها: انطلاقا من سوس ، ومرورا بمراكش وأحوازها، واختتاما بفاس والرباط. وكانت هذه الرحلة العلمية خلال الفترة المتراوحة بين السنة الحادية عشرة والسنة الثلاثين من عمره: بمعنى أن هذه المسيرة العلمية استغرقت عشرين سنة كاملة.
فقد وجه محمد المختار السوسي إلى المدرسة العلمية بعد أن حفظ القرآن الكريم الذي ختمه سبع ختمات في ظرف سبع سنوات على يد مجموعة من المعلمين ـ في مقدمتهم والدته رحمها الله[5] ـ وذلك على عادة المغاربة في حرصهم على تحفيظ أبنائهم كتاب الله الكريم مقرونا بتعلم القراءة والكتابة، وذلك قبل توجيههم إلى تعلم العلوم ـ.
1 ـ وهكذا افتتح أولا في المدرسة الإلغية الواقعة في مسقط رأسه[6]. على يد أستاذها حينئذ السيد أحمد البولوقتي، وكان ذلك سنة 1329هـ/ 1911م.
2 ـ وبعد بضعة شهور انتقل إلى المدرسة الإغشانية[7]. حيث قضى بها حوالي سنتين، تلقى خلالهما مجموعة من العلوم على أستاذها العلامة عبد الله بن محمد الإلغي[8]مبادئ علوم العربية والفقه والدب، وذلك من خلال مجموعة من المتون التي يفتتح بها التلاميذ السوسيون دروسهم العلمية: كالأجرومية والمرشد المعين ” لابن عاشر ” ، ولامية ابن مالك في الصرف، ورسالة ابن أبي زيد القيرواني، وألفية ابن مالك، ولامية العجم.
3 ـ وفي شهر رمضان من سنة 1331هـ / غشت 1913م. التحق بمدرسة بونعمان[9]، التي كان يدرس بها أحد كبار علماء سوس في ذلك الوقت، وهو الأستاذ أحمد بن مسعود[10]، وعلى يده أتقن محمد المختار مختلف العلوم التي تلقى مبادئها في المدرستين السابقتين[11]، على الرغم من أن مدة دراسته بها لم تتجاوز سنة واحدة.
4 ـ أما المدرسة العلمية السوسية الرابعة التي قصدها ممد المختار فهي مدرسة ” تنكرت ” الواقعة بمنطقة ” إفران الأطلس الصغير “[12]، وكان لهذه المدرسة في هذا الوقت مكانة بارزة لا توازيها فيها أية مدرسة أخرى في وسو، إذ كانت تدار من قبل أشهر شعراء سوس في بداية مغرب عهد الحماية، وهو الأديب الطاهر الإيفراني[13]، وبمساعدة عالمين سوسيين شهيرين وهما : محمد بن الطاهر الإيفراني[14]، ومولاي عبد الرحمان البوزكارني[15].
وفي هذه المدرسة قضى محمد المختار أزيد من أربع سنوات ـ إلى أواخر سنة 1336هـ / 1918م[16]، إذ لم يغادرها » أصبح يتذوق الأدب الرفيع، وصار له اطلاع في آلاته وفنونه، مما أعانه على المضي فيه قدما « [17]، إلى جانب ما صار يبدو عليه من معالم النباهة والنبوغ في مختلف العلوم التي كان يتلقاها على أيدي هؤلاء العلماء، مما شجعه على التفكير في السعي إلى استكمال تكوينه العلمي خارج مدارس سوس، وخارج بيئته التي كانت كثير من مناطقه ما تزار تخوض معركة صد التوسع الاستعماري في هذا الجزء من الوطن[18] ، الأمر الذي حمله على أن يقرر التوجه إلى خارج سوس لمواصلة طلب العلم، حتى يتأتى له أن يلقح ما تلقاه في مدارس سوس بعلوم أخرى في وسط جديد في بيئته وفي أساتذته وتلاميذه.
5 ـ وهكذا توجه في بداية الأمر إلى مدرسة الساعدات الواقعة في أحواز مراكش[19] ، حيث مكث طوال سنة 1317هـ / 1918 ـ 1919م. تلقى خلالها علوما مختلفة على ثلاثة من أساتذتها.
6 ـ ومن هناك حل بمراكش لتكون جامعة ابن يوسف المرحلة الأولى من رحلته العلمية، عبر الحواضر المغربية، بعد أن استغرقت دراسته العلمية في المدارس البدوية حوالي تسع سنوات.
وفي جامعة ابن يوسف تلقى علوما متنوعة، منها ما سبق له أن درسه في مراحل دراسته السابقة، ومنها ما درسه لأول مرة، وكان ذلك خلال مدة ايتغرقت خمس سنوات ، وعلى أيدي اثني عشر أستاذا[20] .
7 ـ وكانت جامعة القرويين بفاس المحطة الدراسية السابعة التي قصدها المختار، والمؤسسة الحضرية الثانية التي صقلت شخصيته ، وطبعتها بعلوم جديدة، إضافة إلى تعميق دراسته لعلوم وكتب كانت موضوع دراساته في المراحل السابقة، وقد دامت دراسته بجامعة القرويين حوالي أربع سنوات: من فاتح سنة 1343هـ ، إلى متم سنة 1346هـ / 1924 ـ 1928م.وكان عدد أساتذته بفاس أحد عشر أستاذا، وعدد العلوم والكتب التي تلقاها سبعة عشرة، الأمر الذي كان له الأثر الأثر البالغ في نفسه فقال متحدثا عن ذلك: » في فاس استبدلت فكرا بفكر، فتكون لي مبدأ عصري على آخر طراز، قد ارتكز على الدين والعلم والسنة القويمة « [21].
8 ـ وكانت الرباط المحطة الأخيرة في رحلته العلمية، وكانت السنة التي قضاها بها تمام العشرين سنة التي بلغتها مدة نلقيه العلوم، وفي العاصمة تلقى العلوم على ثلاثة من كبار مشايخها، وهم: الشيخ أبوشعيب الدكالي، ومحمد السائح، والمدني ابن الحسني[22].
يتجلى مما سلف أن محمدا المختار السوسي يعتبر بحق النموذج الأمثل للتلميذ النبيه الذي صرف كل مراحل دراسته في تلق العلوم، من خلال مؤسسات تنتمي إلى طراز واحد من التعليم: إنها المدارس العلمية العتيقة، وكان لما تلقاه في هذه المدارس تأثير جد قوي في نفسه[23]، فصرف قسطا كبيرا من حياته ومن أعماله في خدمة هذه المدارس، مما سنتعرف عليه بإيجاز في الفقرات الموالية.
***
2 ـ نموذج الأستاذ الموفق في تكوين أجيال من خريجي المدرسة العتيقة:
دأب محمد المختار السوسي على اعتبار المدرسة العلمية التقليدية، مؤسسة علمية صالحة لمواكبة ومسايرة ما يستجد في كل عصر وفي كل بيئة، اقتناعا منه بأن المحافظة على الأصالة المغربية ضرورة تحتمها عدة اعتبارات، وأن التعليم المغربي الإسلامي الأصيل يعتبر الدعامة الكبرى والفعالة لتكوين الإنسان المغربي القادر على الدفاع عن الإسلام وعن الوطن، والقادر على صد العدو الاستعماري وعلى المحافظة والدفاع عن السيادة الوطنية[24].
انطلاقا من هذه المسلمات، تخرج على يديه في مدرسته التي أسسها بمراكش أوائل سنة 1348هـ / 1929م: عشرات الطلبة الذي سجلوا حضورهم في مختلف المجالات: الوطنية[25]، والعلمية[26]، والأدبية[27]، وذلك بما كان يبثه في نفوس تلاميذه وطلبته من روح وطنية عالية مخلصة لدينها ولوطنها ولملكها، ومتشبعة بروح إسلامية صادقة، متجلية فيما عرفوا به في مجال الكفاح ضد الاستعمار، وفي ميدان التعليم والتدريس، وفي مختلف المناصب الإدارية والسياسية التي تولاها عدد منهم، إضافة إلى ما سجله عدد منهم في الساحة الأدبية انطلاقا من سنوات الثلاثين من القرن العشرين وإلى اليوم. وقد للدور الفعال والخطير الذي كان يقوم به في مدرسته بحي الرميلة بمراكش الأثر المباشر والوحيد الذي حمل سلطات الحماية على اتخاذ قرار نفيه عن مراكش إلى ” إلغ ” ـ مسقط رأسه ـ ذلك القرار نفذ فعليا يوم 28 ذي الحجة 1355هـ / 11 مارس 1937م.
وهو الأمر نفسه الذي حمله على الرحيل إلى الدار البيضاء في شهر ربيع الأول 1370هـ / دجنبر 1950م[28]، أملا في النجاة من متابعة سلطات الحماية وعميلها باشا مراكش حينئذ: ” التهامي الـﮔلاوي ” . إلا أن الاستعمار كان يترقب حركات وسكنات محمد المختار في الدار البيضاء نفسها، فقرر اعتقاله للمرة الثانية وإبعاده إلى صحراء تافيلالت، وكان ذلك سنة 1372هـ / 1952م.[29] .
وميزة محمد المختار الأستاذ: أنه مبدع منهجية تربوية جديدة في عصره، لم يكن التعليم التقليدي يعرفها من قبل، وهي منهجية نالت إعجاب زوار المدرسة من مشاهير رجال الحركة الوطنية على الخصوص، أمثال المغفور لهم: علال الفاسي، ومحمد بن الحسن الوزاني[30]، وعبد الله الجراري [31] .
***
3 ـ نموذج الأستاذ المجاهد في سبيل توسيع وتطوير المدرسة العتيقة:
لم يكن السوسي مجرد أستاذ اتخذ المدرسة العلمية العتيقة وسيلة لنشر علمه، وبث أفكاره الوطنية والإصلاحية في صفوف تلاميذه، بل ظل طوال حياته يناضل ويكافح في سبيل الإكثار من المدارس العلمية الأصيلة، وفي سبيل تطويرها، سواء من حيث مناهج التدريس فيها ـ مما لا يتسع المجال لذكرها، وقد أشرنا إلى أبحاث تناولت هذا الجانب في الهامشين: 95 و96 ـ أو من حيث أهدافها البعيدة والعميقة، الرامية إلى تكوين الإنسان المغربي الصالح دينيا ووطنيا وفكريا وسلوكيا.
وسعيا منه إلى تحقيق هذه الأهذاف نجده في مقدمة الشبان الذي استجابوا لاقتراح الفقيه محمد الغازي المكناسي بتحويل الزاوية الناصرية بفاس إلى مدرسة علمية، حيث تطوع إلى جانب هؤلاء الشبان ـ وكانوا جميعا طلبة بجامعة القرويين ـ بالتدريس بها، وكان قرار إغلاق هذه المدرسة التقليدية الوطنية من قبل سلطات الحماية سببا في اضطراره إلى التوقف عن الدراسة، وبالتالي إلى مغادرة فاس.
ولما حل بمراكش، وبعد تأسيسه مدرسة الرميلة التي كانت في الأصل زاوية للطريقة الدرقاوية، سعى إلى الاتصال بنخبة من علماء مراكش الذين كانوا أساتذة بكلية ابن يوسف، فأقنعهم بالسير على خطته، وتم في ظرف بضعة شهور من حلوله بهذه المدينة إنشاء سبع مدارس علمية على غرار مدرسته بحي الرميلة، وارتفع هذا العدد عند نفيه من مراكش ـ بعد حوالي ثماني سنوات ـ إلى أزيد من عشر مدارس.
ولم يقتصر جهده على السعي إلى تأسيس المدارس العلمية داخل مدينة مراكش فحسب، بل تعداه إلى المناطق المجاورة، فكان يتصل بقواد ورؤساء القبائل، ليحثهم على ذلك حيث لقيت دعوته استجابة عدد من هؤلاء الرؤساء في حاحا وعبدة والرحامنة[32]، وكان ينتدب لتلك المدارس تلاميذه النجباء، الذين يأنس فيهم مقدرة على نشر أفكاره من خلال تلك المدارس.
وسنوات الأربعين ترأس بمراكش لجنة بناء مجموعة مدارس ابن دغوغ بروض العروس، والتي صارت تعرف فيما بعد بمدارس محمد الخامس ، الذي تفضل ـ رحمه الله ـ فترأس حفل تدشينها في شهر أبريل سنة 1950م.
وفي السنة الأولى من عهد الاستقلال، سعى إلى تأسيس المعهد الإسلامي بتارودانت، الذي صار يعرف فيما بعد: بمعهد محمد الخامس، ثم بثانوية محمد الخامس للتعليم الأصيل، وهذه المؤسسة العلمية العتيقة فتحت أبوابها في أكتوبر 1956م. وفي ظرف وجيز صارت لها فروع في سوس، وضواحي الصويرة، ونواحي ورزازات. وكانت تحتضن في أوائل سنوات الستين أزيد من ألفي(2000) تلميذ، يتلقون دراستهم في نظام داخلي على يد أساتذة معظمهم من قدماء تلاميذ محمد المختار السوسي بمدرسة الرميلة بمراكش.
***
4 ـ نموذج الباحث الذي كتب الكثير عن المدرسة العلمية العتيقة:
إذا كان محمد المختار السوسي جديرا بلقب “التلميذ النموذج” للمدرسة العلمية العتيقة، وجديرا كذلك بلقب “الأستاذ النموذج” لهذه المدرسة، وبلقب “المجاهد في سبيل إحيائها وتوسيعها”. فإنه جدير كذلك بلقب “الباحث والمؤلف النموذج” ، الذي خصص في كتاباته حيزا كبيرا لهذه المدرسة، وخاصة بسوس. وقد تناولت كتاباته هذه كثيرا من جوانب هذه المدارس:
أ ) فقد عرف بمدارس على الخصوص، من حيث تأسيسها، وتطورها، وعناية الأهالي بها، وعرف لمحتويات خزاناتها، وبالعلوم والمعارف التي تلقنها لتلاميذها، وعرف بالإشعاع الذي كان لها على الصعيدين المحلي والإقليمي والوطني.
ب ) كما ترجم لأساتذتها، وشيوخها، وتحدث عن آثارهم المتجلية فيما خلفوه من مؤلفات، وما كونوه من تلاميذ،وما أسهموا به سبيل خدمة العرش، ممثلا في إخلاصهم له، وجهادهم في سبيله، ونصرتهم له، وخاصة في المواقف الصعبة التي تعرفها البلاد من حين لآخر. وكذلك مساهمتهم في خدمة الدين، ممثلا في محاربة البدع، وتصديهم للشعوذة، ودأبهم على نشر العقيدة الصحيحة باعتمادهم على الدعوة إلى التمسك بالكتاب والسنة وبالمذهب السني المالكي.
ج ) وترجم لتلاميذ هذه المدارس النجباء ، سالكا في ذلك المسلك نفسه الذي سلكه في الترجمة لأساتذتها.
ورد هذا كله في مؤلفاته العديدة التي وضعها لهذا الغرض، وهي مؤلفات من نوعين:
1 ـ النوع الأول: خاص بالمدارس العلمية. منها:
ـ سوس العالمـة (أول كتاب طبعه في حياته).
ـ مدارس والعلماء الذين درسوا فيها (مخطوط).
ـ رجالات العلوم العربية بسوس (طبع بعد وفاته).
ـ مجموعة فقهية في فتاوى السوسيين (طبع بعد وفاته).
ـ علماء لامعون من سوس أخذوا من القرويين (بحث منشور)[33].
ـ المدارس العلمية في أحواز مراكش (بحث منشور)[34].
2 ـ أما النوع الثاني: فيتعلق بمجموعة من مؤلفته نالت فيها المدارس العلمية قسطا وافرا: منها:
ـ المعسول (مطبوع في 20 جزء).
ـ خلال جزولة (مطبوع في 4 أجزاء).
ـ مترعات الكؤوس في آثار طائفة من أدباء سوس (مخطوط).
ـ المؤلفون السوسيون (مخطوط).
وبعد: فإن من أبرز سمات شخصية محمد المختار السوسي رحمه الله، أنه لا يثار جانب من جوانب البحث أو المعرفة، إلا وتوجد لهذه الشخصية آثارها الواضحة فيه. إنه شخصية من الشخصيات النادرة التي جاد بها الزمان على مغرب النصف الأول من القرن العشرين. شخصية جادت على كثير من مجالات حياتنا العلمية والأدبية والفكرية الحديثة بغزير من أنماط السلوك، ومن العطاء. كفيلة بأن نقتبس منها معالم لحياتنا الفكرية الحديثة والمستقبلية. فهل نحن فاعلون؟.
- · ) نص محاضرة شارك بها الكاتب في الأيام الدراسية التي نظمها المجلس العلمي الإقليمي بتيزنيت، أيام: 4 ـ 5 ـ 6 شعبان 1406هـ.( الموافق لـ: 14 ـ 15 ـ 16 أبريل 1986 م.). بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لتربع صاحب الجلالة الحسن الثاني على عرش أسلافه المنعمين. ومرور سنة على رحلة جلالته للأقاليم الصحراوية. وكانت تحت شعار: ” المدارس العلمية العتيقة وجهادها في سبيل العرش والدين “.
[1] ) يطلق مصطلح المدرسة العتيقة على المدارس العلمية التقليدية في المغرب، وذلك تمييزا لها عن المدارس العصرية ” العصرية ” التي أنشأتها سلطات الحماية، ورجال الحركة الوطنية. أنظر كتاب: سوس العالمة للمختار السوسي، ص: 145
[2] ) لمزيد التوسع في هذا الجانب ، يراجع:
أ ـ النبوغ المغربي في الأدب العربي، لعبد الله كنون: ج1 .
ب ـ الحركة الفكرية بالمغرب في عهد السعديين، للدكتور محمد حجي.
ج ـ الحياة الأدبية في المغرب في عهد الدولة العلوية، للدكتور محمد الأخضر.
[3] ) ورد في الكلمة الافتتاحية للسيد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية لهذه الأيام الدراسية، أن إقليم تيزنيت يحتضن إلى الآن حوالي سبعين مدرسة علمية عتيقة ، تؤوي أزيد من 1600 تليذ، وقد نظم المجلس العلمي خلال هذه الأيام الدراسية زيارات إلى ثلاث مدارس هي: مدرسة أﮔلو. ومدرسة بونعمان. وهما بإقليم تيزنيت. ومدرسة إفران بإقليم ﮔلميم.
[4] ) لمزيد التوسع يراجع كتاب: محمد المختار السوسي: دراسة لشخصيته وشعره، للكاتب.
[5] ) اللإغيات للمختار السوسي : 2 /215. وانظر ترجمة والدته في كتابه ” المعسول ” : 3 / 39 ـ56.
[6] ) ولد المختار السوسي في قرية ” دوﮔادير ” الواقعة وسط بسيط ” إلغ “، الموجود في قلب الأطلس الصغير على بعد حوالي 80 كلم شرقي تيزنيت وحوالي 25 كلم جنوب غربي بلدة ” تافراوت “.
[7] ) توجد في الجزئء الشمالي الشرقي من بسيط ” إلغ ” ـ وتبعد عن قرية ” دوﮔادير ” بحوالي 14كلم.
[8] ) توجد ترجمته في ” المعسول ” : 2 / 156 ـ 190.
[9] ) توجد عبى بعد حوالي 30 كلم جنوب مدينة تيزنيت.
[10] ) توجد ترجمته في ” المعسول ” القسم الخاص بالمعدريين.
[11] ) الإلغيات: 2 / 218.
[12] ) تقع في السفح الجنوبي للأطلس الصغير على بعد حوالي 90 كلم إلى الجنوب الشرقيمن مدينة تيزنيت، وحوالي 24 كلم شرق بلدة ط بويزكارن “.
[13] ) توفي في رمضان 1374هـ / مايو 1955م. انظر ترجمته بتفصيل في ” المعسول “: 7 / 69 وما بعدها، وفي رسالة جامعية بعنوان: ” الطاهر الإيفراني: حياته وشعره” للأستاذ عبد الله درقاوي، ( توجد بمكتبة كلية الآداب بالرباط ).
[14] ) انظر ترجمته في ” المعسول ” : 7 / 238 وما بعدها.
[15] ) توجد ترجمته في ” المعسول “: 10 /90 وما بعدها.
[16] ) الإلغيات : 2 / 219.
[17] ) محمد بن عبد الله الروداني: مقدمة كتاب: ” إيليغ قديما وحديثا ” ص. ( يب ) .
[18] ) لم يستسلم آخر معقل للمقاومة المغربية في سوس إلا في ربيع سنة 1934م.
[19] ) تقع قرب مدينة شيشاوة على بعد حواي 70 كلم غربي مراكش.
[20] ) ترجم لهم محمد المختار السوسي في كتابه المخطوط: ” مشيخة الإلغيين من الحواضر “.
[21] ) الإلغيات: 2 /226، وقد ترجم المختار في كتابه : ” مشيخة الإلغيين في الحواضر ” لسائر أساتذته بجامعة القرويين، الذين كان في مقدمتهم : مولاي العربي العلوي، ومولاي أحمد البلغيثي.
[22] ) ترجم لهم المختار في كتابه الآنف الذكر. كما ترجم لهم المرحوم عبد الله الجراري في كتابه: ” أعلام الفكر المعاصر في العدوتين: الرباط وسلا “. ج2. إضافة إلى أنه خصص لكل واحد منهم جزءا من سلسلته: شخصيات مغربية.
[23] ) لمزيد التوسع يراجع الباب الأول من من كتاب: ” محمد المختار السوسي: دراسة لشخصيته وشعره “. لكاتب هذه السطور.
[24] ) فصل محمد المختار السوسي آراءه هذه في أكثر من موضع من مؤلفاته، وخـاصة كتـاب: ” الإلغيات ” ومقدمة كتاب: ” المعسول “.
[25] ) من الوطنيين المقاومين الذي درسوا عليه: موي عبد الله إبراهيم وأحمد النور وعبد القادر حسن المراكشيين: ومحمد الوديع الآسفي، وعمر المتوكل الساحلي الباعمراني.
[26] ) يصعب إحصاء عدد العلماء الذين تخرجوا على يديه، وقد وضع تلميذه الأستاذ عمر المتوكل الساحلي لائحة أولية لهؤلاء العلماء في متابه/ ” المعهد الإسلامي بتارودانت والمدارس العلمية العتيقة بسوس “: 1 / 434 ـ 444.
[27] ) من الدباء الذين تخرجوا على يديه: عبد القادر حسن ، صاحب ديوان: ” أحلام الفجر ” . عرفة الفاسي، محمد الوديع الآسفي، أحمد الجوماري، محمد الروداني، إبراهيم الإلغي…الخ
[28] ) محمد المختارالسوسي: ” معتقل الصحراء “: 1/12.
[29] ) ذهب تخوف المستعمرين من تلاميذ مدرسة ” الرميلة ” إلى حد اعتبارها أشد خطرا على وجودهم من ثكنة عسكربة ( انظر مقالا للاستاذ محمد إبراهيم الدفالي، نشره بمجلة ” الإيمان ” س12 ع113 ـ 114 ص92). وذهب الأمر إلى أبعد من هذا فشبهوها بمدرسة ” المهدي بن تومرت ” بتنمل. انظر: ” الإلغيات ” : 1 / 49.
[30] ) أنظر مقال الأستاذ الدفالي الآنف الذكر، وآخر للآيتاذ أحمد معنينو، نشر بمجلة ” الفنون ” التابعو لوزارة الشؤون الثقافية، ع2 س4 دجنبر 1977ص.111. وللكاتب نفسه مقال آخر أشار فيه إلى الموضوع ذاته نشر بمجلة ” الإيمان ” السالفة الذكر. ص 80 ـ 84.
[31] ) أنظر كتاب: ” عشرة أيام في مراكش ” للمرحوم عبد الله الجراري.(مخطوط).
[32] ) تعتبر مدرسة القائد ” العيادي” ببلدة بن ﮔرير، القائمة إلى اليوم ثمرة من ثمار مساعيه خلال سنوات الثلاثين من القرن العشرين.
[33] ) نشر في الكتاب الذي صدر عن جامعة القرويين يمناسبة تخليد ذكرى مرور أحد عشر قرنا على تأسيسها.
[34] ) نشره في حلقات بجريدة: ” رسالة المغرب ” خلال سنة 1950م.